عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-03-17, 9:54 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
إيّاك والتسويـــــــف:

أخــــــي الحبيب: إنك الآن في مقتبل عمرك وفي سن الشباب والقوة والفراغ، وقد اغتـــر كثيرٌ من الشباب بهذا الســـن فقالوا: دعونا نمتع أنفسنا في شبابنا، وسوف نتدارك ذلك إذا تقدمت بنا السن ونســـــــــوا أن المـوت يأتي في أي لحظة.



هل أكثر الشباب ســـــعداء؟

أخــــــي الحبيب: هل أكثر شبابنا اليوم سعداء؟ الجواب لا!! ولو تأملت في أحوال الكثير منهم لوجدتهم على حال سيئة، وإن رأيت منهم الابتسامة والضحكة؟! ولو سألت أحدهم: هل أنت سعيد في حياتك؟ وهــــل ضحكك ومزاحك مع الآخرين نابــــع من سعـادة حقيقيـــــــة؟!،

لرد عليك بقوله: والله لولا ما أتناسى ما أنا فيه لرأيتني مرمياً على الأرض لا أستطيع الوقوف من ثقل ما أحمل من هموم الدنيا، نعم هذه الحقيقة،...... وأي هموم يحملونها؟! هموم ماذا التي أثقلت عليه!!! همــــوم هذا الدين والدعـــــوة إليه؟ أم هموم القدس وتدنيس اليهود لها؟! أم هـــــموم الأمة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها؟!...... ولو سألته أين توجد السعادة؟ وهل بحثت عنها؟ لقال لك: لا سعادة في هذه الدنيا أبداً، ولقد بحثت عن السعادة في كل مكان ولم أجدها!!!

ولو سألته عن حاله وحال رفقائه الشباب لقال: صدور ضيقة، وأموال ضائعة، وتصرفات طائشة، وسهرات دائمة، وجلسات فارغة، ولا نعـــرف لنا قيمة ولا لحياتنــا معنـــــى ولا يقدرنا أحد، ونكره أنفسنا دائماً ونتمنى الموت من ضيق ما نحن فيه!!! لماذا هذا كله؟؟؟ !!.



لمـاذا شبابنا لم يجدوا السعادة؟

أخــي الحبيب: أتعلم لمــــاذا شبابنا لـم يجــدوا السعــادة؟

لأنهم بحثوا عن السعادة في اللهو والطرب والسهر والدخان والمخدرات والمسلسلات وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الخليعة الماجنة و... ؟ فلم يجدوها! بحثوا عن السعادة في غيـــــر محلها، بحثوا عنها في المحــرمات بشتى أنواعها فلم يجدوها ولن يجدوها! ! لأن الله يقول - عز وجل - [ومن أعـــــــــــــرض عن ذكـري فإن له معيشة ضنكــــــــا]، فهم بعيدين عن الله ويبحثون عن السعادة؟؟ فكيــــــــــف يجدونها وقـــــد هجروا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيهما السعادة والنجاة، نعم هذا هو حال شبابنا اليوم.

أخـــــي الحبيب: أرجو الله أن لا نكـــــــــون ممن ضيّـــع دربه وتـــاه في طريقه، ويا سبحان الله العظيم ما أبين الطريق، وما أوضح الدرب، وما أسعـد الركــــــب علــى سير الصحابة والسلف رضوان الله عنهم أجمعين.



أيـن توجد السعادة؟

أخـــــــي الحبيب: إذاً أيــــن توجد السعادة؟ لكي نجيب على هذا السؤال أقرأ قوله - سبحانه وتعالى - [من عمــل صالحــاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينــــه حياة طيبــة]، فاعلم رحمك الله أن السعادة الحقيقية هي السعادة الداخلية سعادة القلب وبهجته، وانشراح الصدر وسعته، ولــن يكــون هذا أبداً إلا في التقـــرب إلى الله والالتزام بتعاليم دينه... ذلك الدين الذي تخلى عن صدق تطبيقه كثير من الشباب،.. وأملنا أن يعودوا لرحابه، ففيه كــل الطمأنينة والفرح والسرور، قـال - تعالى -[الذين آمنــــوا وتطمئــن قلوبهم بذكر الله ألا بذكــر الله تطمئـن القلــوب].

أخـــــي الحبيب: إذا أردت السعادة في الدنيا والآخرة فسوف تجدها بشرط أن تتبع أوامر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وطاعتهما بدون اعتراض أو تردد، وإيّــاك ومَـــــنْ يصور لك هذا الدين بأوامره وتكاليفه أنها نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية، فهؤلاء لا يريدون لك إلاّ السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ثــــــم تكــون الحســـــــــــــرة في الدنيا والعذاب في الآخرة، نسـأل الله العافية.

أخــــــي الحبيب: أنني أدعوك مرة ثانية أن تسلك طريق الاستقامة والصلاح ففيها السعادة والفلاح، والحذر كل الحذر من رفقاء السوء، فلا تنغر بهم وتنحرف معهم، وعليــــــك بالبحث عن الرفيــــق الصالـح الذي يعينك على الاستقامة والسعادة والخير إن شاء الله، وأعلم أن صلاحك في تقواك، وفـــــــــــوزك في خوفـــــــــــك من اللــــــه - تعالى -فاستعصم أخي بتقوى الله فهي خير حصن تحصنت به، أخي: أوَمَـــــــــــا تحـــب أن تكون في الدنيـــــــــا من الهانئين السعداء، ويـــــوم القيامـــــة من الناجين الفرحين إن شاء الله!!. فإن أردت أخي ذلك فلتتق مولاك - تعالى -في كل صغيرة وكبيرة، وسوف تجد عاقبة ذلك برداً وسلاماً.

فكـــــــــــن يا أخي الحبيب من هؤلاء الشباب حتى تكون من السعداء:

شـبــاب مؤمن بالله يمضي *** وللإســلام يندفــــــع اندفاعــا

ويعلنُها بـعــــــزمٍ إن دَربي *** إلى الجنَّــات يا خُذُني سِراعاً

شبابٌ لم تُدنَّسه المعاصـي *** ولـــم تتركهُ في الدنّيا ضَياعا

أولئكَ هُم شـبــابٌ للمعـالـي *** لـقـد بُعـثـِوا لدُنيانا شـُعــــاعا

أخي على درب الخير: إليك أهدي هذه الصفحات المتواضعة، راجياً من الله أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، فقد حاولت أن أكتب لك ولو الشيء اليسير الذي يعبر لك عن علــــو مكانتـــك وقــــــدرك في نفسي، فإنه يأنسني ويثلج صدري بهجةً وسروراً أن أرى لك موقفــــــــــــــاً إيمانيــاً في يوم من الأيام مع إخوانك الشباب الذين سبقوك بالهداية ولزموا الطريق الصحيح ووجــدوا الســــــعادة الحــقيقية.

أخي الحبيب: متـــــــــى تتحدى الصعاب وتعلنها رجعة إلى الله؟! وتنقـــــــــذ نفسك وشبابك وتخـــــدم دينك الذي سوف تسأل عنه في قبـرك، فأنت بالدين شيء وبدون الدين لا شيء،....... وفــــــي أثناء قراءتك لهذه الرسالة أرجــــــــو أن لا تحمل عليّ إن كنت قاسياً معك في بعض الأحيان، ولكن صدقنـــي إنها هيجان المشاعر حين تلتقي بمن تهواه وتحبه،

مناي من الـدنيا عـلــوم أبثــها *** وأنشــرها في كل بادٍ وحــاضـــــــر

دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي *** تناسى رجال ذكرها في المحاضري

أخـــــي الحبيب: إننـي سطرت إليك هذه الكلمات، لتكون دليل محبة، ولغة تواصل، وباقة ورد انثرها بين يديك استخرجتها لك من مكامن جوانحي وخلطتها لك بصدق النصيحة، وقدمتها إليك في قوالب الأخوة في الله، وكم أنا سعيد إن أنت قبلتها، وبقي أخي أني حاولت جهدي، وما عليّ إلا البلاغ، فإن أنت عملت بذلك فلن تكون بسيئ المكانة، فليس عيباً أخي أن تفتــــــــــح صفحـــــــــــــــة جديدة في حياتك لتدون عليها أعمالاً صالحة تكون ضياء ونوراً لك في دنيـــاك، ويوم لقائــك لربـــك، وأنت يومها السعيد، الفائز، المفلح، والله يرعاني ويرعاك، ويحفظني ويحفظك، واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.