بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ما الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة ؟
وهل من سأل بوجه الله غير الجنة في أمور الدنيا يعتبر عاصيًا مذنبًا ؟
روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يُسْألُ بِوَجْهِ الله إلا الجَنَّة "
[رواه أبو داود في "سننه" (2/131) من حديث جابر رضي الله عنه].
والحديث فيه مقال ، وهو نهي أو نفي عن سؤال شيء بوجه الله إلا الجنة ؛ تعظيمًا لوجه الله ، واحترامًا أن تسأل به الأشياء الحقيرة من مطالب الدنيا.
قال بعض العلماء : لا يسأل بوجه الله إلا الجنة التي هي غاية المطالب، أو ما هو وسيلة إلى الجنة ؛ كما في الحديث الصحيح :
" اللَّهمَّ ! إنِّي أسْأَلُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِنْ قَوْلٍ أو عَمَلٍ"
[رواه الحاكم في "المستدرك" (1/521، 522) من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو جزء من الحديث].
ولا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل بوجه الله حوائج الدنيا ؛ إعظامًا لوجه الله وإجلالاً له ؛ فمن سأل بوجه الله أمرًا من أمور الدنيا ؛ كان عاصيًا مخالفًا لهذا النهي ، وهذا يدل على نقصان توحيده وعدم تعظيمه لوجه الله تعالى.
صالح بن فوزان الفوزان