عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-03-06, 12:48 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي هــديـــة مـــلـك.. !!
هــديـــة مـــلـك.. !!
جلسا يتسامران فقص أحدهما هذه الحكاية اللطيفة ، قال :
مر أحد الملوك وحاشيته ببعض عبيده ، فوقف عليهم ، ثم نادى أحدهم وناوله رمانة ،
وقال له مبتسماً : هذه هدية مني إليك ..!!
اشتد فرح العبد بهذه العدية غير المتوقعة ، حتى كاد أن يخرج من إطاره !!
ولم يحسن التعبير عن شكره وامتنانه للملك على هذه الالتفاتة الملكية الجليلة ، التي لن ينساها ما عاش !!
ظل العبد اياما طويلة لا يُرى إلا وتلك الرمانة بيده ، يقلبها في يده ، في فرح طفولي ، ويقبلها بين الحين والحين !
فقيل له : وماذا في هذه الرمانة عن بقية الرمان ، وهو يملأ المزرعة التي نعمل فيها منذ الصباح حتى المساء !؟
فقال منتشياً : الفرق كبير .. وكبير جداً .. لكنكم لا تنظرون من الزاوية التي أنظر من خلالها ..!
قالوا : وما الفرق ؟ ! كله رمان نأتيك به متشابهاً ، لا تفرق بين واحدة وأخرى !
قال ضاحكاً :
هذه التي في يدي ليست رمانة ، إنها هدية الملك ، في صورة رمانة !
وإني في حالة فرح قلبي مستمر منذ أن تعطف صاحب الجلالة ، وتكرم عليّ وناولني إياها ..
ولو علمت أنها لن تتلف ، لأبقيت عليها حتى آخر العمر ..!
فلما سكت الأول ، قال له صاحبه :
انتهت الحكاية عندك ، لكنها بدأت عندي..!!
قال : كيف ؟ قال له صاحبه :
وكم أعطانا ملك الملوك سبحانه من هدايا متتابعة ، ومنح متوالية ،
لا تقدر بثمن على الإطلاق ، ومع هذا لم يكن حال أحدنا كحال ذلك العبد
الذي كاد يجن فرحاً بتلك الرمانة _ التي ربما كانت تخلو من الحلاوة !! _
ولكنه رآها هدية ملك ، إلى عبد لا حول له ولا قوة !!
وكفى بها من نعمة جليلة ، أن يذكره الملك بعطية ، ويكرمه بها على رؤوس الأشهاد ،
ويفضّله على كثير من عبيده وحاشيته !!
وقد فضلنا الله وكرمنا على كثير من خلقه ..!!
هل فهمت الدرس يا عزيزي ..؟!
قال الأول : سبحان الله .. أنا أسوق القصة ، وأقول الحكاية ،
وأنت تخرج لي منها درسا لا يخطر لي على بال .. الله أكبر ..!
قال صاحبه ، كأنما لم يسمع شيئا :
يا إلهي الرحمة ..! كم نحن منغمسون في القصور والتقصير ،
وأنت لا تزال تتابع إنعامك علينا ، وتوالي إحسانك إلينا ،
ولا تقطع صور كرمك لنا ، وحلمك علينا .. ونحن كأننا لا سمع ولا بصر !!
متى سيستحي هذا القلب فيمتلئ حباً لله ، وحياء منه .؟!
لو كان في القلب حياة ، لذاب حبا لهذه الإله العظيم الجليل الكريم جل جلاله ..غير ..
وقطع كلامه ولم يسترسل ، لأن صاحبه شرع يبكي ، وهو يغطي وجهه بكفيه !!
ابو عبد الرحمن