عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 16  ]
قديم 2009-03-05, 12:18 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

أهـــــــدافــــــــــه...



ينبّه ابن القيم رحمه الله على هذا الفصل فهو عظيم المنفعة
فتدبره واجعله ميزاناً بين يديك .
مخططه الكبير يسير على النحو التالي :
1) الكفر والشرك : _ هذا مراده الأول ، وهدفه الأخير _
فالواجب الأول أن يتفقد المرء قلبه باستمرار….
يصفيه من كل صورة من صور الشرك صغيره وكبيره
قليله وكثيره ..
2) البـــدعـــة : _ وهي أحب إليه من المعصية _
لأن أصحابها يحسبون أنهم يحسنون صنعا..!
ولهذا لا يتراجعون عنها ، ولا يتخلصون منها ..
3) الإفراط والتفريط : اكثر الخلق يقعون في هذا الفخ ..
إما إفراط في العبادة .. وإما تفريط فيها ..!
فافتح عينيك جيدا ، واحذر هذا المزلق ..
4) الكبائـــــر :_ لاسيما العلماء _ ..
لأن زلة عالِـم زلة عالَـم ..
نعم هو يجرف في هذا الطريق حشودا كثيرة ..
ولكنه أحرص ما يكون أن يجر أرجل عالم إلى هذا المنعطف
لأن زلة عالم ، ستتبعها عواقب كثيرة ...
ولهذا فزلة العالم وطلاب العلم عنده أحب واشهى إلى قلبه .
5) الصغائر والاستهانة بها ..
_ فإذا اجتمعت أهلكت صاحبها _
( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
وكثيرون جدا هنا ، لا يبالون بهذه الصغائر ..
ويوردون أنفسهم المهالك من حيث لا يشعرون ..
ويتوب الله على من تاب ..
6) الاشتغال بالمباحات _ التي لا ثواب فيها _
وصور هذا الباب كثيرة جداً ، لا تُحصر ……
7) فإن كان الإنسان حافظاً لوقته ..
يقظاً لما تقدم من خطوات .. محاسبا لنفسه
رقيبا على قلبه ..
شغله بالفاضل عن المفضول …
8) وقد يفتح له أبواباً من الخير ليتوصل به إلى باب من الشر .
أو ليفوت بها خيراً أعظم من تلك الأبواب كلها وأفضل ..
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله تعالى
يقذفه في قلب العبد ،
يكون سببه : تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه ، وأرضاها له ….
9) فإذا أعجزه العبد في هذه المراتب كلها ، وأعيى عليه :
سلط عليه حزبه من الأنس والجن ، بأنواع الأذى ...!
ولن يخلص إلا من خلّصه الله تعالى واستخلصه ،
ولذا قال أحد العارفين : سلطه عليك ليحوشك به إليه ..
فاعرف الحكمة ، واعمل على ضوئها ، وحقق غايتها :
مراد الله أن يكون الشيطان سبباً للفرار إليه ..
كما قال : ( ففروا إلى الله )
وحين تبقى متحفزاً من مكر الشيطان : لن ينجيك إلا
أن تلجأ إلى كنف الله سبحانه بشكل مستمر دائم..
_ قال الحسن البصري رحمه الله :
الناس هلكى إلا العالمين ، والعالمون هلكى إلا العاملين ،
والعاملون هلكى إلا المخلصين ، والمخلصون على خطر عظيم ..!
10) وأضاف بعضهم :
.. ومن أهدافه الكبيرة : تفكيك الأسرة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن إبليس يضع عرشه على الماء ،
ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة ، أعظمهم فتنة ،
يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته .
قال : فيدنيه منه ، وقول : نعم أنت ." ..
فهو يعلم أن هدم أسرة ، تفتيت لجدار المجتمع ،
وانه يترتب على انهيار أسرة من المفاسد الشيء الكثير ..
كصفحة الماء الساكن إذا رمي فيها حجر ،
سرعان ما تنداح الدوائر الواحدة بعد الأخرى
حتى تغيب عن النظر وهي لا تزال تكبر ..
** ولا تنس أن الهدف العام الذي قرره ابتداء هو:
ان لا يجعلك من الشاكرين لله
(ولا تجد أكثرهم شاكرين )
فإذا أعانك الله تعالى ، وبقيت في حالة شكر دائمة لله عز وجل ،
فقد قطعت عليه الطريق ، وأحبطت مخططه الرهيب ، وهدمت بنائه ..
ولكن اليقظة يوماً لا تغني عن اليقظة بقية الأيام ،
فكن يقظاً ، لما تأتي وتدع ، ولما تقول وتفعل ..
واعبد الله وأنت في حالة قلبية عامرة بشكر الله عز وجل ،
مصرفاً نعم الله عندك في ما يرضيه عز وجل ..
وكلما غفلت ، افزع بالعودة إليه ، منيباً إليه ..
وأنت على تمام الثقة أنه لن يكلك إلى عدوك ما دام قلبك مرتبطا بالسماء .