علامة فارقة ..!
= = = = =
حين تذوق حلاوة الطاعة ، ويتقلب قلبك في أكناف أنوارها ، ثم تقع في معصية ما ،
فما أشد الظلمة التي تحتوشك ساعتها ، حتى لتكاد تشعر أن الأرض قد ضاقت عليك بما رحبت .!
وعلى قدر اتساع الدائرة الأولى وإشراقها ، تكون شدة ضيق الدائرة الأخرى وظلمتها ، لكأنك تصعّد في السماء ، ضيقا حرجا !
أما الذين لم يذوقوا بقلوبهم حلاوة الطاعة ، وأنسها ولذتها ، وإن كانوا يقبلون عليها ،
فإن التعثر في وحل المعصية ، لا يكاد يؤثر فيهم ، إلى تلك الدرجة التي أشرنا إليها ..
وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ، قبل أن يستفحل بهم المرض إلى حد الهلاك ..!
وأما موتى القلوب ، فهؤلاء يغردون خارج السرب ، ومع هذا يظنون أنهم هم الناس ، وغيرهم همج الهمج ، شاهت الوجوه !
ولكن لا عجب ، فقد قالوا قديما : ما لجرح بميت إيلام !!
والمفسدون في الأرض منذ القديم، يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ويعيبون عمل المصلحين ، ويرمونهم بألوان التهم ...! تباً للعقول المنكوسة ، والقلوب المطموسة !!
ابو عبد الرحمن