ومن النملة نتعلم ..!
* * *
اهتمت نملة بأمر قومها ، فأخذت تنادي ، وتصيح ، وتنصح ، وتحذر ، وتنذر ، وتدل وترشد ، وتنبه .. !
( قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) .. يا له من مشهد يهز القلب والوجدان لو كان في القلوب حياة !
ومن ثم فالسؤال الكبير هو :
ترى هل اهتممت أنت بأمر المسلمين ، كاهتمام هذه النملة بأمر قومها ؟
هل كانت قضايا المسلمين تحتل الصدارة في عقلك وفكرك واهتمامك !؟
في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ..
ترى هل رضيت لنفسك أن تكون نملة خير منك وأفضل ، وأرقى منزلة وأعلى ،
تعيش لقضايا قومها وأمتها ، وتعيش أنت لبطنك وشهواتك!.؟
إن كنت قد اخترت لنفسك الثانية ، فيا خيبة العمر الذي تحياه !
ويا لسوء ما اخترته لنفسك ، أو اختارته لك نفسك !
سبحان الله !
انظر أين وضعت نفسك من المهانة ، وأنت الذي تستطيل بلسانك بالدعاوى العريضة أنك وأنك !!
وقد قالوا قديما : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ..!
أنصحك وأنصح نفسي :
كلما مررت على هذه الآية ، أو سمعتها ، فقف معها طويلا ، وتدبرها كثيرا ، وسل نفسك مرارا أين أنت من هذه النملة .؟! واعزم على أن تنتفع من هذا الدرس الكبير ..!