ومضة : كأنهن بيض مكنون
الفريدة التاسعة : الوفاء غال فإين الأوفياء؟
وإنما المرء حديث بعده ******** فكن حديث حسنا لمن وعى
من أعظم العارفين بالله والمستسلمين لقضائه والراضين بحكمه نبي الله أيوب _ عليه السلام _ فقد ابتلي بضر في جسده وماله وولده حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليما سوى قلبه ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه غير أن زوجته حفظت وده لإيمانها بالله ورسوله فكانت تخدم الناس ثم تعود اليه فلما طال المطال واشتد الحال وتم الأجل المقدر تضرع إلى رب العالمين وإله المراسلين وأرحم الراحمين وناداه " أني مسنى الضر وأنت أرحم الرحمين " فعند ذلك استجاب له وقبل دعوته ولبي نداءه فأمره أن يقوم من مقامه وأن يضرب الأرض برجله ففعل ذلك فأنبع عينا وأمره أن يغتسل منها فأذهب جميع ماكان في بدنه من الأذى ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر فأنبع له عينا أخرى وأمره أن يشرب منها فأذهبت ما كان في بطنه من السوء وتكاملت العافيه ظاهرا وباطنا وذلك كله ثمرة الصبر ونتيجة الاحتساب وفائدة المرضى .
إشراقة : قد يندم الإنسان على كلام ولكنه لا يندم أبدا على السكوت