عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2009-02-03, 4:30 PM
منارالعلم
رقم العضوية : 69928
تاريخ التسجيل : 26 - 1 - 2009
عدد المشاركات : 9

غير متواجد
 
افتراضي إن خلف النار نورا...
إن خلف النار نورا

نثرت لآلىء كلماتي كي أصوغ منها عقدا نفيسا أعتنقه أو يعتنقني ليكون وسام همومي ، وراية مسيرتي ،فأبت كل لآلئ الكلمات إلا أن تكون "أمتي" واسطة ذلك العقد اللؤلؤي ...نعم ..فموطئ قدميّ بقعة من بقاع أمتي ، جسدي ...روحي ...عقلي هي أشلاء مبعثرة لا معنى لها إن لم تسكن نفس أمتي ، وتأخذ مكانها هناك حيث الملايين .
أعتقد أن في نفس كل امرئ مسلم وزناً- ولو بمثقال ذرة - حباً وولاءً للأمة وآن الأوان لأن تكون الهم الأول ، لقد غدونا في زمن تكبلنا فيه هموم آنية ،ومصالح ذاتية حتى التصقنا بالأرض ،وباتت الأمة شعارا علاه غبار كثيف ينتظر ريحا عاصفة تجلوه ليتألق من جديد ، وهاهي تهب من الأرض المباركة لتنفض عنا غبار ذل طال عهده ،وتململت أركانه ،وقد أنّت تحت وطأته قلوب البائسين ..وآهات المقهورين ..بل وصرخات الغارقين في وحول الأدناس الشيطانية..
بكينا على غزة ..وانتفضت عروقنا بثورة دماء محبة ، وهزنا حنين النصرة، ونادينا بالجهاد بعد أن كاد يمحى رسمه من على الصفحات والبيانات بل ومن عقول الناشئة ، إلا أنني أرى من بين الركام المسحوق راية ترفرف ..ومن وسط الدماء الزكية نورا يسطع ..ومن بين الأشلاء الطاهرة قبضة من حديد ، إن هؤلاء المباركين - أسأل الله أن يحفظهم ويجزيهم عنا خير الجزاء – يدفعون ثمن صحوتنا،بصبرهم وجهادهم وثباتهم ، ويمدوننا بدماء من دمائهم النقية التي لم تعرف الخنوع إلا لله وحده ، وقد فاضت أرواحهم لتلتحم مع أرواحنا المخدرة زمنا فتنتشي قوة وعزة وإباء .
إن المتأمل فيما يحدث داخل غزة وخارجها ، والمتفكر في الأحداث اليومية وما فيها من تحولات ومعطيات وردود فعل محلية وعالمية يقف مشدوها!
فعجبا حين يمتزج الحزن بالفرح في آن واحد ، وتجتمع العَبرة والبسمة على شفاه واحدة،ويرتسم الأمل بألوان الألم في مشهد واحد،ويتناغم الخوف والرجاء في قلب واحد!!
ولسان الحال يقول :إنه زمن العجائب فأرنا يا مسلم منك عجبا !!
أما تعجبون معي حين نستمع بإنصات وترقب لأخبار العالم وقد صارت غزة مركز الجذب لعالم مترامي الأطراف ..بقعة كمسقط إبرة من هذا العالم تحيي الشعوب قاطبة من موات الاستعباد والاستغفال ، تصنع من دماء أطفالها ونسائها وشيوخها فكرا فرقانيا – إن صح التعبير- يفرق بين الحق والباطل ...بين من يوالي الله ورسوله وبين من يوالي الشيطان وحزبه ... بين الحرية والكرامة الإنسانية وبين الغطرسة والوحشية البهيمية – وإن كانت البهيمية أشرف منها – لله درك يا غزة ..سيبدأ منك تاريخ العهد القادم .. العزة فيه –بإذن الله- لله ورسوله وأمة الإسلام.