عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 21  ]
قديم 2005-04-10, 1:02 AM
شمعة فرح
مشرفة قديرة سابقة
الصورة الرمزية شمعة فرح
رقم العضوية : 1618
تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2004
عدد المشاركات : 3,496

غير متواجد
 
افتراضي
من الإشارات الكونية في سورة التين
‏(1)‏ القسم بكل من التين والزيتون تأكيدا علي ما فيهما من قيمة غذائية وصحية كبيرة‏,‏ وتكامل في المحتوي كغذاء للانسان‏.‏

‏(2)‏ القسم بطور سينين‏,‏ والطور هو الجبل المكسو بالخضرة‏,‏ وطور سينين هو الجبل الذي ناجي الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عبده ورسوله موسي بن عمران من جانبه‏,‏ والجبل قائم بشبه جزيرة سيناء‏.‏

‏(3)‏ القسم بمكة المكرمة‏(‏ البلد الأمين‏),‏ والدراسات العلمية تؤكد توسطها لليابسة إشارة إلي كرامتها وخصوصيتها‏.‏

‏(4)‏ الاشارة الي خلق الإنسان في أحسن تقويم‏.‏

‏(5)‏ الاشارة الي امكانية ارتداد الانسان من مقامات التكريم الي أسفل سافلين في الدنيا والآخرة‏,‏ فهو أشرف مخلوقات الله إذا كان مؤمنا صالحا‏,‏ وهو أحقر هذه المخلوقات وأبغضها الي الله‏(‏ تعالي‏)‏ إذا كان العبد كافرا او مشركا‏,‏ أو ظالما متجبرا‏,‏ أو فاسقا فاجرا‏,‏ والملاحظات علي سلوك الناس من مثل ما تقترفه العصابات المجرمة علي أرض فلسطين‏,‏ وعلي أرض كل من العراق وأفغانستان من جرائم يندي لها الجبين تعطي صورا حية لارتداد الانسان الي أسفل سافلين‏,‏ ولانتكاسه عن مستوي الآدمية الذي كرمه به رب العالمين‏.‏

‏(6)‏ التأكيد علي حقيقة الدين الذي أنزله الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي فترة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وأكمله‏,‏ وأتمه‏,‏ وختمه‏,‏ وحفظه في بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏).‏

‏(7)‏ التأكيد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو أحكم الأحكمين‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة مستقلة‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي الآية الرابعة من سورة التين والتي تؤكد خلق الإنسان في أحسن تقويم‏,‏ والدلالات العلمية علي تلك الحقيقة‏,‏ ولكن قبل الوصول الي ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذه الآية الكريمة‏.‏

من أقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
‏(‏التين‏:4)‏

‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ هذا هو المقسم عليه‏,‏ وهو أنه تعالي خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل‏,‏ منتصب القامة‏,‏ سوي الأعضاء حسنها‏..‏

‏*‏ وذكر أصحاب الجلالين‏(‏ رحمهما الله‏)‏ ما مختصره‏:(‏ لقد خلقنا الإنسان‏)‏ الجنس‏(‏ في أحسن تقويم‏)‏ تعديل لصورته‏.‏

‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما مختصره‏:..‏ فتخصيص الإنسان هنا وفي مواضع قرآنية أخري بحسن التركيب‏,‏ وحسن التقويم وحسن التعديل‏..‏ فيه فضل عناية بهذا المخلوق‏.‏ وإن عناية الله بأمر هذا المخلوق ـ علي ما به من ضعف‏,‏ وعلي ما يقع منه من انحراف عن الفطرة وفساد ـ لتشير الي أن له شأنا عند الله‏,‏ ووزنا في نظام هذا الوجود‏.‏ وتتجلي هذه العناية في خلقه وتركيبه علي هذا النحو الفائق‏,‏ سواء في تكوينه الجثماني البالغ الدقة والتعقيد‏,‏ أم في تكوينه العقلي الفريد‏,‏ أم في تكوينه الروحي العجيب‏...‏

‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبها‏)‏ مانصه‏:(‏ لقد خلقنا‏....)‏ جواب القسم‏,‏ أي لقد خلقنا جنس الانسان في أعدل قامة‏,‏ وأحسن صورة‏,‏ مكملا بالعقل والمعرفة‏,‏ ومتصفا بالحياء والعلم‏,‏ والإرادة والقدرة‏,‏ والسمع والبصر والكلام‏,‏ والتدبير والحكمة‏.‏ والتقويم‏:‏ التثقيف والتعديل‏.‏


توقيع شمعة فرح