عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2004-09-17, 2:26 AM
الغــــاليــــة
عضو شرفي قدير
الصورة الرمزية الغــــاليــــة
رقم العضوية : 42
تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 2,128

غير متواجد
 
Lightbulb تـــــــــــــــــابع اللقـــــــــــاء!


*هل يجوز اليوم إثبات حكم شرعي من خلال الرؤى والأحلام؟ كمن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره ، أو ينهاه بشيء ما؟


**جوابنا على هذا السؤال ابتداءا ، أن الرؤى والاحلام لا تفسر من الإنسان نفسه، فقد لا تكون دلالتها على ظاهرها.
ثم أقول: الآن لا يجوز إثبات حكم شرعي خلاف الشريعة وما يعمل فيها، لأن حالة النوم ليست بحالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الراوي – وهو هنا هذا الحالم- وقد اتفق علماء الجرح والتعديل ، وعلماء الرواية على أن من شروط القبول للرواية من الشخص: أن يكون ضابطا، حافظا، والنائم ليس بهذه الصفة. لكن لو رآى أحد رؤيا وفيها الأمر بعمل سنة من السنن أو النهي عن مكروه أو محرم وقد يكون رأي الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره بما ذكرت آنفا، فهل يجوز العمل بوفقها؟
والجواب نعم يجوزر العمل، ولو قلتم: ما السبب؟
أقول السبب: أن ذلك ليس حكما من الرؤيا فقط! بل بما هو موجود في أصل الشريعة. وقد قرر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: أن شرط العمل بقتضى الرؤيا أن لا تخرم حكما شرعيا، وأن تكون موفقة لظاهر الشريعة،و أما ما جاء من الرؤى، وفيه مخالفة للشريعة، أو لقاعدة من قواعد الشريعة، وهو: إما خيال، أو توهم، و إما أن يكون حلما من الشيطان، وهذا لا يصح اعتباره، لمعارضته لما هو ثابت مشروع.

*حصل العديد من المواقف التي تسأل عنها وخاصة في برنامج الأحلام، ومن هذا: أن إحدى السائلات بعد أن قالت لي رؤيا عرفت أن تعبيرها يدل على زواج ابنها بامرأة تختلف عن قبيلتهم، بل إنها غير قبلية واعتذرت منها ولكنها اتصلت بي على النزل فلم أجد بدا من إخبارها، وقد كان ظني صحيحا وشكرتني ولكن الحرج مني كان كبيرا وقتها بالبرنامج. ونحن على الهواء انكسر أحد مصابيح الإضاءة داخل الاستوديو والحمدلله أن هذا كان أثناء إحدى الدعايات.
إحدى السائلات رأت رؤيا بانها صعدت للسماء وسمعت هاتفا يقول اعبريها عن فهد العصيمي ولم أتمالك نفسي وبكيت.

*هل غضب منك أحد ممن سألك؟


** أما الذين يسألونني فالحمدلله لا أجد منهم إلا الدعاء ولكن يغضب علي من لا أرد على اتصاله بالجوال خاصة وقد يرسل رسائل عتب ومن هنا أعتذر لكل من لا أرد عليه وأدعو له بظهر الغيب أن يبيحه الله.

*وهل عبرت رؤيا وجاءت نتائجها سريعة؟

**كثيرا جدا والحمدلله وموقعي فيه الكثير من هذه الأمثلة وهذا إخبار وليس افتخار، كارتفاع سوق الأسهم وسقوط كثير من شركات توظيف الأموال.... وغيرها.

*ما رأيك بتطفل الكثير على التعبير؟

** والله هذا السؤال أجبت عنه وقلت أن هذا علم ولا أرى حرجا في تعلمه، ولكن لا بد من التحرز والتأني وعدم الاستعجال في الظهور ولا أخفيك انني أتبنى نظرية تقول: إن هذا العلم يمكن تعلمه وتعليمه وتصديره للآخرين وقد خصصت في موقعي قسما لتعليم التعبير.

*ما سبب تزيد الاهتمام بالرؤى في هذا الوقت؟ وما سبب كثرة المعبرين؟ولماذا كثرت البرامج، والزوايا المخصصة لتفسير الرؤى في وسائل الإعلام؟


** هذا التساؤل أو الأسئلة كثيرا ما تطرح علي ، ولا أبالغ إن قلت أنه أجري معي أكثر من سبع مقابلات، ما بين مجلة أو صحيفة محلية وعربية، وأجدهم يلحون على هذا السؤال! لا أدري هل اهتمام الناس بعلم اهتم به الرسول صلى الله عليه وسلم وكان كثيرا ما سأل أصحابه: من رأى منكم رؤيا البارحة؟ هل الاهتمام به يثير الدهشة ويدعو للعجب؟ أشاهد البعض يهتم بأشياء تجد في المجتمع كآخر صيحات الموضة مثلا أو يهتم بهوايات كجمع التحف والىثار او يهتم بأنواع من أنواع من الرياضات، أو حتى الاهتمامات العملية كدراسة التربة أو المناخ أو الرحلات العلمية، وغيرها، ومع ذلك لم نشهد تضخيما أو تهويلا لأي منها كما شاهدناه في تفسير الأحلام. وهذا الفن له محبوه ومتتبعوه ولهم رغبات يجب أن تحترم ممن يعنفونهم أو يؤاخذونهم، ولا سيما ممن يدعي احترام الحرية الشخصية لدى الآخرين، ولا سيما أننا في القرن الواحد والعشرين عصر تفجر المعلومات، وعصر العلم بأنواعه المادي والشرعي. لقد كان هذات العلم مثار الاهتمام قديما وحديثا، ومثار اللامبالاة ممن يجهله، وأضرب لكم مثالا قديما ومثالا حديثا على هؤلاء الذين يعادونه، أو ينقصون من شأنه عن جهل وهذه هي الآفة!
أما المثال القديم، فهو ما وقع من جلساء الملك في عهد يوسف عليه الصلاة والسلام حين قص عليهم الملك رؤيته وأمرهم أمرا ملكيا واجب التنفيذ (أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون) فانظر يا رعاك الله ماذا قال هؤلاء!
هم لم يعتذروا للملك وهو من هو في منزلته، وإنما قالوا كلاما يدل على جهل مركب: (أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) وأنا أسأل هنا كيف علموا أن هذه الرؤيا من الأضغاث، وهم غير غير عالمين بتأويل الأحلام؟؟ وهل قال يوسف عليه الصلاة والسلام عنها أضغاث أحلام؟ ألم أقل لكم أن الحماقة أعيت من يداويها!.
وأما المثال الحديث فهو ما نسمعه بين الفينة والأخرى عن مقارنة هذا العلم بالكهانة والتنجيم، أو الخلط بين الرؤى الصادقة التي هي من الرحمن، والأحلام التي هي من الشيطان!
لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض النبؤات في آخر الزمان ومنها أن رؤيا أو المسلم لا تكذب أو لا تكاد تكذب كما أخبر أن النبوة قد انقطعت ولم يبق منها إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ونحن في آخر الزمان فما المانع أن يوجد من الناس من يهتم إذا ما رأى رؤيا وبحث عمن يعبرها له؟ وما المانع أن تهتم وسائل الإعلام بهذا العلم، إذا هي وجدت اهتماما كبيرا من المتلقين، أحبت أن تشبع رغباتهم سواء استفادت ماديا أو لا؟ لا أظن أن هذا غير مشروع، بل هذا من المباحات، بل هو في مجال تفسير الأحلام من المندوبات، كيف لا وهو إبراز لعلم شرعي ذي أصول وهوية إسلامية، إن غير المشروع هو من يلزم الناس برغبته هو، وقناعته هو لسان حاله يقول: ما أريكم إلا ما أرى !!
وأقول لمن ينتقد هذا الفن وأنصاره: الواقع الصحيح يفرض نفسه، وهذه البرامج والزوايا في وسائل الإعلام المختلفة قد يكون فيها من تجاوز أو أخطاء، لكن هذا لا يجعلنا نعمم الأحكام، فهناك منها من أثبت نجاحها وقضت على كثير من المفاهيم الخاطئة عن هذا العلم الشريف، وصار لهم الآلاف، بل الملايين من المتابعين وهذا من فضل الله، والناس إذا وجدوا من يثقون به في قص رؤاهم عليه ليعبرها لهم على منهج إسلامي شرعي، فسيسألونه و يفرج عنهم كثيرا من الحيرة، فهل تريد أنت أن تسد بابا سهل ويسر لهم المعلومة؟ ثم أليست هذه أنانية منك يا من تنادي بترك هذه البرامج، أو توقيفها؟

*وأختم هذا المقال بأن هذا العلم الإسلامي علم يجد اهتماما متزايدا من الكثير من العلماء المنصفين الذين يشجعوننا ومن المثقفين العقلاء بل ومن علية القوم ونجد التقدير منهم ووضعنا ف مكانة عالية لا نستحقها، ويجد اهتماما كبيرا من الناس البسطاء الذين نلتقي بهم في أغلب الأماكن ونجد منهم الثناء والدعاء وهؤلاء كلهم يستحقون منا التضحية والصبر على الأذى الحاصل ممن لا يقد رغبات الآخرين . وبالنسبة لكثرة ظهور مفسري الأحلام، وأن هذا لم يكن مألوفا فقد كان المفسرون وما زالوا موجودين، ولكن المجال لم يكن متاحا لهم، أو لم توجد الفرص التي تظهر ما لديهم من العلم، من وسائل الاتصال الحديثة، مالانترنت أو الفضائيات، ولا حظ معي أيها القارئ المنصف أننا اليوم أصبحنا في قرية صغيرة جدا، وهذه البرامج التي تقدم في الفضائيات أسهمت في اشتهار هذا العلم بفضل الله أولا ثم بفضل حسن الظن من المتلقين، ولتوفيق الله لمن تصدى لمثل هذه المهمة وأحب أن يظهر الوجه الصحيح لهذا العلم بعيدا عن التهويل أو الجهل في فهم هذا العلم وهذا شاهدناه أو سمعنا من بعض المعبرين الذين لا نقرهم على اجتهادهم ممن أقحم العبادة مثلا في هذا الباب كمن حدد ليلة القدر أو تكلم بما استأثر الله بعلمه، كبعض علامات الساعة، وكمن حدد ولادة المهدي من خلال الرؤى والأحلام...







أتمنى أن تكونوا قد استفدتم واستمتعتم بهذا اللقاء

وحقيقة نتمنى من شيخنا الفاضل أن لا يحرمنا من هذه اللقاءات الرائعة

وتقبلوا تحيات أختكم في الله ........... الغــاليــة :)
التعديل الأخير تم بواسطة الغــــاليــــة ; 2004-09-17 الساعة 2:52 AM.


توقيع الغــــاليــــة