هل يلزم تحريك الشفتين في الصلاة وقراءة القرآن
السؤال :
أما بعد :فإن بعض الناس يأخذون المصحف ويطالعون فيه دون تحريك شفتيهم ، هل هذه الحالة ينطبق عليها اسم قراءة القرآن ، أم لابد من التلفظ بها ؛ والإسماع ؛ لكي يستحقوا بذلك ثواب قراءة القرآن ؟ وهل المرء يثاب على النظر في المصحف ؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً .
الجواب :
لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى ، لكن لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة ..
إلاّ إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله ؛
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم :
(( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ))
رواه مسلم .
ومراده - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه :
الذين يعملون به ، كما في الأحاديث الأخرى ،
وقال - صلى الله عليه وسلم :
(( من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها )) خرجه الترمذي ، والدارمي بإسناد صحيح ،
ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك ، كما نص عليه أهل العلم .
والله ولي التوفيق .
(مجموع فتاوى للشيخ ابن باز ـ رحمه
سؤال :
هل عندما نريد أن نقول واحداً من الأذكار يجب أن نحرك الفم ؟ مثلا : عندما نريد دخول الحمام ونذكر الأذكار ، هل نحرك الفم أم نكتفي بالقول في العقل ؟وكذلك عند النوم وأذكار الصباح ؟
الجواب :الحمد لله
أولاً : ذِكر الله تعالى من أشرف أعمال المسلم ، ولا يقتصر الذِّكر على اللسان ، بل يكون الذِّكر بالقلب واللسان والجوارح .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله :
وإذا أطلق ذكر الله : شمل كل ما يقرِّب العبدَ إلى الله من عقيدة ، أو فكر ، أو عمل قلبي ، أو عمل بدني ، أو ثناء على الله ، أو تعلم علم نافع وتعليمه ، ونحو ذلك ، فكله ذكر لله تعالى . " الرياض النضرة " ( ص 245 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
وذكر الله يكون بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح ، فالأصل : ذِكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم ، فالمدار على ذكر القلب ؛ لقوله تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) الكهف/ 28 ؛
وذكر الله باللسان أو بالجوارح بدون ذكر القلب قاصر جدّاً ، كجسد بلا روح . وصفة الذِّكر بالقلب : التفكر في آيات الله ، ومحبته ، وتعظيمه ، والإنابة إليه ، والخوف منه ، والتوكل عليه ، وما إلى ذلك من أعمال القلوب .
وأما ذكر الله باللسان : فهو النطق بكل قول يقرب إلى الله ؛ وأعلاه قول : " لا إله إلا الله " .
وأما ذكر الله بالجوارح : فبكل فعل يقرب إلى الله كالقيام في الصلاة ، والركوع ، والسجود ، والجهاد ، والزكاة ، كلها ذكر لله ؛ لأنك عندما تفعلها تكون طائعاً لله ؛ وحينئذٍ تكون ذاكراً لله بهذا الفعل ؛
ولهذا قال الله تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) العنكبوت/45 ؛
قال بعض العلماء : أي : لما تضمنته من ذكر الله أكبر ؛ وهذا أحد القولين في هذه الآية .
" تفسير سورة البقرة " ( 2 / 167 ، 168 ) .
ثانياً : والأذكار التي تقال باللسان كقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل ، وأذكار الصباح والمساء والنوم ودخول الخلاء ... وغيرها لا بد فيها من تحريك اللسان ، ولا يعد الإنسان قد قالها إلا إذا حرك بها لسانه .
نقل ابن رشد في "البيان والتحصيل" (1/490) عن الإمام مالك رحمه الله
أنه سئل عن الذي يقرأ في الصلاة ، لا يُسْمِعُ أحداً ولا نفسَه ، ولا يحرك به لساناً . فقال :
" ليست هذه قراءة ، وإنما القراءة ما حرك له اللسان " انتهى .
وقال الكاساني في "بدائع الصنائع" (4/118) :
" القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف ، ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته . وكذا لو حلف لا يقرأ سورة من القرآن فنظر فيها وفهمها ولم يحرك لسانه لم يحنث " انتهى . يعني لأنه لم يقرأ ، وإنما نظر فقط .
ويدل على ذلك أيضاً : أن العلماء منعوا الجنب من قراءة القرآن باللسان ، وأجازوا له أن ينظر في المصحف ، ويقرأ القرآن بالقلب دون حركة اللسان . مما يدل على الفرق بين الأمرين ، وأن عدم تحريك اللسان لا يعد قراءة .
انظر المجموع (2/187- 189) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجب تحريك اللسان بالقرآن في الصلاة ؟ أو يكفي بالقلب ؟
فأجاب : " القراءة لابد أن تكون باللسان ، فإذا قرأ الإنسان بقلبه في الصلاة فإن ذلك لا يجزئه ، وكذلك أيضاً سائر الأذكار ، لا تجزئ بالقلب ، بل لابد أن يحرك الإنسان بها لسانه وشفتيه ؛ لأنها أقوال ، ولا تتحقق إلا بتحريك اللسان والشفتين " انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/156) .
والله أعلم .
المصدر :الإسلام سؤال وجواب
وقال العلامة ابن عثيمين
لابد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة وكذلك في قراءة الاذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد ، لأنه لا يسمى قولا الا ما كان منطوقا به ، ولا نطق الا بتحريك الشفتين واللسان ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته أي بتحركها ، ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يسمع نفسه أو يكفي أن ينطق بالحروف ؟ فمنهم من قال : لابد ان يسمع نفسه ، أي لابد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه ، ومنهم من قال : يكفي إذا أظهر الحروف وهذا هو الصحيح .