عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2009-01-08, 11:30 PM
أنين الحروف
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 56739
تاريخ التسجيل : 22 - 7 - 2008
عدد المشاركات : 2,101

غير متواجد
 
افتراضي

قالَ الأبُ مُسْتَحْسِناً الفِكْرَةَ : جَمِيلٌ جـِدّاً ، والأمُ تُسَجِّلُ المُقـْتَرَحَاتِ

قالَتِ البـِنْتُ : وَ يُمْكِنُنا يا أحْمَدُ أن نـُنـْجزَ أيْضاً مُدَوَّنَة عَنْ حِصَارِ غَزّةَ ،
وَالمَوْضُوعُ بَسِيطٌ جِدّاً ، لَكِنْ يَحْتَاجُ أنْ نَبْذُلَ فِيهِ جُهْداً حَتَّى تَكُونَ المُدَوَّنَةُ مُؤثـِّرَةً وَتَجْعَلُ الشَّبَابَ يَتَفَاعَلُونَ

الأمُ : نَحْنُ الآنَ كَتَبْنا بَعْضَ المُقـْتَرَحَاتِ العَمَلِيَّةِ الجَيِّدَةِ ، لَكِنْ أعْتَقِدُ
أنَّ هُناكَ أفـْكَاراً أخْرَى ، بإمْكانِنا تـَنـْفِيذَهَا




فقَالت البـِنْتُ : يُمْكِنُني عَمَلُ مَجَلَّة َحَائِطٍ فِي المَدْرَسَةِ

قالَ الإبنُ الأكْبَرُ: وبإمْكانِنـا أنْ نَعْمَلَ مَجَلَّةً أخْرَى في مَدْخَلِ العِمَارَةِ.

وبَيْنَمَا كَانَ الأبْنَاءُ يَتَناقشُونَ فِي كَيْفِيَّةِ تَنْفِيذِ الأفـْكَارِ الّتِي تَوَصَّلُوا إلَيْهَا،

لاحَظَ الأبُ أنَّ زَوْجَتَهُ تَجولُ بـِبَصَرِهَا فِي أرْجَاءِ الشُّقَّةِ وَهِيَ تـَنـْظُرُ لِلأجْهِزَةِ الكَهْرَبَائِيَّةِ وَمَصَابـِيحِ الإضَاءَةِ.

أدْرَكَ مَا تُفَكِّرُ فِيهِ زَوْجَتُهُ فقالَ لَهَا :الأوْلادُ عِنْدَهُمْ مُذاكَرَة.

قَالَتْ: وأطفَالُ غَزّةَ أيْضاً عِندَهُمْ مُذاكَرَةٌ وامْتِحَاناتٌ.

قالَ: الجَوُّ بَارِدٌ وَالشُّقـَّةُ تَحْتـَاجُ لِلتَّدْفِئَةِ.

قَالتْ: ولَيْسَ بَرْدُنا أشَدَّ مِنْ بَرْدِ غَزّةَ.

قالَ: كَيْفَ سَنـَقـْضي لَيْلَتَنا.

قَالتْ: كَمَا يَقْضُونَ هُمْ لَيَالِيهِمْ.


قَالَتِ الأمُّ: مَا رَأيُكُمْ يَا أوْلاَد .. نًفـْصِلِ التَّيَّارَ الكَهْرَبَائِيَّ عَنٍ الشُّقـَّةِ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ..

لِنُشَارِكَ إخْوَانـَنا في غَزّةَ شَيْئاً مِنْ مُعَاناتِهِمْ.

الأوْلادُ صَمَتُوا قـَلِيلاً كَأنَّهُمْ يُفـَكِّرُونَ فِي الإقـْتِرَاحِ ثـُمَّ أجَابُوا بـِصَوْتٍ واحدٍ: وَاللهِ فِكْرَة.

ولمْ يَجـِدِ الأبُ سَبيلاً هز رَأسِهِ معلناً موافقته .

صَاحَ الإبْنُ الأكْبَرُ: لَكِنْ كَيْفَ سَنُجَهِّزُ المُقـْتَرَحَاتِ الخَاصَةَ بالأنـْتِرْنِتْ وَمَجَلاَّتِ الحَائِطِ؟

قَالَتِ الأمُ: لَوْ بَدَأنا تَنـْفِيذَ مَشْرُوعَ مُناصَرَةِ غَزَّةَ بمُعَايَشَةِ ظُرُوفِ أهْلِهَا،

سَوْفَ يُمَثـِّلُ ذلِكَ دَافِعاً لِتَنـْفِيذِ بَقِيَّةِ المُقـْتَرَحَاتِ، وَبـِرُوحٍ عَالِيَةٍ.

قالَ الأبُ: خَلاَصْ يَا أوْلاَد .. تَوَكَّلْنا عَلَى اللهِ، جَهِّزْ يَا أحْمَدُ الشَّمْعَ، أحضر يَا عَمْرو الـ...

لَمْ يَتَمَكَّنِ الزَّوْجُ مِنِ اسْتِكْمَالِ جُملتِهِ حَتّى قَامَتِ الزَّوْجَةُ بفـَصْلِ التـَّيَّارِ الكَهْرَبَائِيِِّ عَنِ الشـُّقـَّةِ.

ثمَّ رفعَ الأبُ يديه متضرعاً بالدعاءِ يدّعوا لإخوانهِ في غّزّة
بينمَا كانت الزوجَة والأبنَاء يؤمّنون علىَ دعاءِ الأَب



((اللهم لا إله إلا انت العظيمُ الحليم لآَ إلهَ إلا أنت ربُ العرشِ العظيم , لآ إلهَ إلا أنت ربُ السمواتِ وربُ الأرضِ وربُ العرشِ الكريم
اللهمَ مجريَ السحابَ ومنزلََ الكتاب وهازمِ الاحزابَ , أنتَ القويّ المهيّمنُ العزيز الجبّار المتكّبر
اللهمَ عليكَ باليهودِ المعتدينَ المفّسدين ومن عاونّهم اللهمَ ألقِ الرعبَ في قلوبهِم , وزلّزلِ الأرضَ من تحتِ اقدامهم ومزقهم كلَ ممزّق
اللهمَ فرّق جمعَهم وشتّت شملَهم وخالف بينَ قلوبِهم وأنّزل عليهم رجزكَ وعذابكَ إلهَ الحق ,اللهمَ إنهم طَغوا وبَغوا وتجبّروا وأفسَدوا في الأرضِ
اللهمَ فعجّل عقوبتَهُم وصُبّ عليهم غضبَكَ وعقابكَ وسلّط علَيهم جنودكَ وأرنَا فيهم عجائبَ قدرتكَ عاجلآ غير آجل يا ربَ المستضعفينَ وناصر المظلومينَ لآ إلهَ الا أنت .

اللهمَ فارجَ الهمِّ كاشفَ الغمِّ مجيبَ دعوةُ المضطرينَ رحمانَ الدنيَا والأخرةَ ورحيمهمَا أنتَ ربّنا ورب المستضعفينَ إرحَم أخوننَا المسلمينَ في غزّة
اللهمَ ارحم ضعفهُم وأكشف ضُرهم وعجّل نصرهُم وآتهم من لدنّك رحمةً وهيء لهُم من أمرهمْ رشدا , اللهمَ ارحم موتَاهم
وأشفِ مرضَاهم وأطعِم جوعَاهم واكسِ عاريهُم اللهمَ أصلّح نسَائهم وشبَابهُم وأهدِ ضالَهم وألّف بينَ قلوبهمْ
وأجمَع كلمتَهم على كتابكَ وسنةَ نبيك محمد " صلىَ الله عليهِ وسلمْ " اللهمَ وحدّ صفّهم وأحكمْ أمرَهم وسدّد رميَهم وأفرِغ عليهم صبراً وثبتّ أقدامهُم
وانصرّهم على القومِ الكافرين فإنهُ لآ حولَ ولا قوةَ لنَا ولهُم إلاَ بكَ يا ربَ العَالمين))


كانت ليّلة رائعةَ عاشَت فيهَا الأسرةُ بعضاً ممّا يعانيهِ أهلهُم في غَزّة ..
وفي اليوم التالي مضى كل واحدٍ منهم ينفذ عمله ولسان حاله يقول :


كُلنَا معَكِ يَاغَزّة .



كُلنَا معَكِ يَاغَزّة



"لا تنسوا اخوانكم في غزة من الدعاء ، فهو اقل ما نقدمه لهم"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



كُلنَا معَكِ يَاغَزّة

__________________

الموضوع منقول بتصّرُف من حملة الفضيلة

الكاتب: السيد حسين عبد الظاهر

المصدر: الشبكة الدعوية


توقيع أنين الحروف
أنا قصة صاغ الأنين حروفها ... ولها من الألم الدفين سياق