عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-12-23, 3:17 AM
@شموخ واحزان@
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 58991
تاريخ التسجيل : 27 - 8 - 2008
عدد المشاركات : 695

غير متواجد
 
افتراضي ¬°•• فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ••°¬
قال تعالى: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ" [الشرح:7]
يرجع ما نقل عن السلف في تفسيرها إلى معنيين:
الأول: إذا فرغت من أمر الدنيا وأشغالها، فانصب في عبادة الله تعالى.
الثاني: إذا فرغت من عمل من أعمال الطاعة؛ كالصلاة والجهاد، فانصب في عمل آخر من الطاعات.
ولا مانع من الأخذ بالقولين جميعاً، ويكون مراد السلف هو التمثيل لما يفرغ منه العبد مما ذكر مجملاً في الآية. وعليه فيكون المعنى: إذا فرغت من كل ما تشتغل به من أمر دينك ودنياك، فعليك أن تنصب في عمل من أعمال الطاعة، فتكون مشتغلاً بعبادة ربك كما قال سبحانه:
"وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"
[الحجر:99].
وإنما قلنا ذلك لأن الآية أطلقت الفراغ، ولم تقيد متعلقه، فإبقاؤها على عمومها أولى. وقوله: "وإلى ربك فارغب" أي: اجعل نيتك وتوجهك ودعاءك ورغبتك إلى الله دون من سواه. وتقديم (
إلى ربك
) يفيد الحصر؛ أي: ارغب إلى ربك دون من سواه.
وجاء التعبد بقوله: (ربك
) دون غيره من الأسماء الحسنى؛ ليكون فيه إشارة إلى السبب الموجب لهذه الرغبة، ذلك أنك ترغب إلى ربك الذي رباك بنعمه وخلقك ورزقك ونشأك من حال إلى حال، فهو ولي نعمتك، ومتولي أمورك، فلا غرو أن كانت رغبتك إليه دون غيره.
نقلاً د.محمد السريع ,جامعه الامام..