مهما ألبستنا الحياة أثواب الفرح، و ألِفنا الاستظلال تحت فننها
و أكلنا من نخيلها الباسقات ثمارًا ناضجات ..
مهما ساق القدرُ لنا النِعم و طابت النفس،
إلاّ أن قلبَ المؤمن يظل محدِّقًا في ثقوب الدنيا
يبحثُ عن بشارةٍ - وإن في رؤياه - ترسله إلى الجنة ,
فلا تقنعه ألوان الربيع، ولا يرضى لقطع الثلج ولا أوراق الخريف ولا أشعة الصيف
أن تلهيه عن مناجاةِ ربًّ المواسم بأن يُلحقه بالدرجات الأُوَل
و يهب له نعمة لقاء المصطفى ..,
رغم الذنوب التي ينخرط عقدها من بينِ أيدينا بلا مبالاة
و تقصيرنا الذي لطَّّخ القلب بالسواد ..
رغم الضحكات التي أزعجنا بها الأماكن و نحنُ في غفلة
و عدم شعورنا بالسُمنةِ من خطايا ما تركنا موائِدها ..
نقفُ على أعتاب " وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء " وبثقةٍ فيكَ يا الله لا في أعمالنا
نتأمَّل عفوك الذي لا يفتأ يمسح عنّا رواسب الماضي، و يكتسح أغوار نفوسنا
لأن نكون جزءًا من شيء , تزول به الأحزان و تُخمَد النيران ..!