عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-11-13, 10:17 AM
ظل القمر
عضو مشارك
رقم العضوية : 42247
تاريخ التسجيل : 17 - 12 - 2007
عدد المشاركات : 118

غير متواجد
 
افتراضي
بعد الوفاة مباشرة يبدأ التفسخ البسيط، فتظهر رائحة خفيفة، لا
يدركها الإنسان ولكنها جاذبة للحشرات ...وخاصة إناث الذباب ..



فتسرع لتضع بيوضها الصغيرة ، دون أن يراها الإنسان في الفتحات
الطبيعية، التي يمكن أن تصل إليها كالمنخرين والفم وزاوية العين
وطيات الجلد في الرقبة ، وأحياناً المناطق التناسلية ... تضع آلاف
البيوض الصغيرة، ثم لا تلبث أن تفقس ....

وتظهر يرقات صغيرة
عديدة بيضاء، لا يتعدى طول الواحدة مليمتر اً واحداً،
ثم تتغذى على



خلايا الجثة لتصبح حشرات بالغة، طول الواحدة سنتمتر اً واحداً،
ثم تضع بيوضاً جديدة

وهكذا ...، أجیال عديدة من ايرقات والديدان، بحيث أنك في
لحظة ما، لا ترى إلا كومةً من الديدان تُغطي الجثة، وتتراكم فوقها،
بل فوق بعضها، لتتلاشى هي والميكروبات، التي فسخت الجثة من
داخلها.
والغريب أن هذه اليرقات والميكروبات ، التي كانت بالمليارات
على الجثة وبداخلها، تتلاشى وتختفي كلياً بعد تحلل الجثة
وتفسخها.
لأنها يأكل بعضها بعضاً، ومن يبقى أخيراً منها يموت من قلة الطعام ،
فيتحلل بفعل أنزيمات خاصة ، موجودة داخل خلاياها.





فسبحان من خلقها وهداها لوظيفتها، وسبحان من قهر الكبير
والصغير من مخلوقاته بالموت والفناء..
هذه هي القاعدة الخالدة ، والسنة الربانية في هذه الحياة التي
تحكم جميع المخلوقات، وخاصة أكرمها وهم البشر، فكل إنسان
مهما كانت حياته منعمة، ومهما قدمت له من عيش رغيد، وفرص
الراحة والصحة والعنایة، إلا أن الموت آيه لا محالة




" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَينَا تُرْجَعونَ"




كتاباً مؤجلا ،ً حتى يستوفي كلٌ حصته، وما قسمه الله له في هذه
الحياة.فمهما كانت منزلته في الدنيا ، فقيراً أو غنياً ، صغيراً أو كبيراً
أميراً أو حقيراً، أبيض أو أسود، ذكراً أو أنثى، فنهايته إلى الحفرة
الصغيرة… إلى هذا القبر … ليدخل في مرحلة حياتية جديدة ،
هي
حياة البرزخ، فيكون فيها تبعاً لعمله في الدنيا، إما في روضة من
رياض الجنة، أو في حفرة من حفر النار..



وقد تعارف الناس على تسمية القبر ببيت الدود ، وهي تسمية
قديمة وصحيحة، قديمة لأن الناس في السابق ، لم يكونوا يعرفون
الميكروبات المجهرية، لأنها لم تكن قد اكتشفت بعد . بل كانوا
يذكرون ما كانوا يرونه رأي العين، وهي الديدان
واليرقات الصغيرة
سالفة الذكر، وهي تنمو وتتكاثر وتنهش جسد الميت ، حتى يتلاشى
في قبره.


اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه

منقووووول