تحرك لتتحرر
مع كل تنفس صبح تدب في الأرض حركة الأحياء وتتراقص الأغصان وتعزف الطيور أنشودة الحياة الجميلة ، سابحة في الهواء ساخرة من كل قيود الأرض.
تعلن للوجود أنها في طيرانها تطير بحرية ؛ تبحث عن قوتها بحرية ، تبسط أجنحتها وتضمها ، تقف على الصخور ، على الأعمدة على الأغصان ، تغني ، تصمت.. كل ذلك بحرية.
إن حريتها تمنحها حركة فلا مكان لحركة غير حرة ، ولا مكان أيضاً لحرية من غير حركة ، إن الحركة هي وحدها دليل الحرية ، أليست القيود التي تسلب المرء حريته هي في الحقيقة أفقدته حركته؟.
وحركة الفكر حث في قضايا الكون والحياة ، وحركة الجسد سيرة للذكرى والاعتبار والمعاش ، وكل مرتحل في هذا الكون حر حيّ ، وكل خامل أقرب إلى العدم وجوده ، والخمول هو الموت الحقيقي.
كم من رجل ووري جسده في التراب إلا أنه خالد في عقول الأجيال المتعاقبة.
ذلك الخلود الذي منحته حريته ؛ خلود منحته حركته بل حياته.
هذه رسالة إلى كل خامل أن تتحرك فالماء إذا سكن أسن .
إني رأيت مكوث الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
المصدر: مجلة مساء عدد ( 44 )