الموضوع: زواج ثان
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-11-04, 7:16 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي زواج ثان
سارة بنت محمد حسن


هي زوجة مثالية، طبعًا، وماذا ينقصها؟

جميلة، رائعة، تَبَارَكَ الخالق، ماهرة، ممتازة في أعمال المنزل، لديها أولاد، رَزَقهُ الله - تعالى - منها بنين وبنات.


وهو ليس مِمَّن يُفَضِّل أنْ تكونَ له زَوْجتان، فهو رجلٌ عمليٌّ جدًّا، لا وقت لديه للنِّساء، فالعَمَل أهم، وقدِ اكتَفَى بِزَوْجَتِه الجميلة المهذبة، فلماذا يَتَزَوج بأخرى؟ ليس عنده وقت يُفَرِّقُه بين بَيْتَيْنِ، فهو يجتهدُ جدًّا في عمله، ويَتَأَخَّر في العودة إلى المنزل، وما تَبَقَّى من وقته يقضيه في القراءة، والاطِّلاع، وتعليم الأولاد، ولا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلاَّ وُسْعها، وهو أصلاً لم تخطرْ في ذهنه هذه الفكرة، نعم، يرى أصدقاءه عندهم زوجتان وثلاثة؛ حَقُّهم شرعًا؛ لكن هو لا يرغب في هذا، ولا يحبه.

زوجته الجميلة حضرتْ درسًا ذات يوم، تحدَّث فيه الشيخُ عن حُكْم الزواج الثاني، وقال ما معناه: "إنَّ المرأة إذا ابْتُلِيَتْ بأنَّ تَزَوَّجَ زوجُها امرأةً أخرى، فَلْتَصْبِر، ولْتَتَّقِ اللهَ، ولا تَطْلُب طَلاق ضرتها لتستفرغَ صفحتها، فإنما لها ما قُدِّرَ لها".

وبعد انتهاء الدَّرس، قالت لها الأختُ المُجَاوِرة لها في المسجد: أَأَنْت متزوجة؟

قالت الأخت: نعم، الحمد لله.

هَزَّت جارتها رأسها في حَسْرة، وقالت: نعم، الحمد لله، اشكري فضل الله، فأنتِ في نعمة.

صديقتنا طيبة جدًّا، وقلبُها رقيق، جعلتْ تُفَكِّرُ في كلام الشَّيْخ والأخت، ومِن طيبتها أخْطَأَتِ الفَهْم؛ فعندما رجعتِ البيتَ ابْتَدَرَتْ زوجها: زوجي الحبيب، لماذا لا تَتَزَوَّج؟

ظَنَّ الزوج أنه لم يسمع جيدًا، قال لها: نعم، ماذا قلتِ؟!

قالتْ في حماس: تَزَوَّج مَرَّة ثانية.

ضَحِكَ الزَّوْج، وظَنَّ أنَّ زوجته تُمازِحه؛ لتعرفَ هل في نيته الزواج أو لا؟

فقال لها: ولماذا أفعل، وعندي زوجة رائعة مثلكِ، وراح يُعَدِّدُ مزاياها؛ ليُرْضيَ غُرورها.

طبعًا الزوجة سَعِدَتْ بكلامِه؛ لكنها راحتْ تُؤَكِّدُ له أنها تريد منه الزَّواج؛ لأنها تَحْمِلُ هَمَّ المسلمات اللاَّتي لم يَتَزَوَّجْنَ.

حَكَّ الزوج رأسه في حَيْرة، وقال: لَعَلَّ الله أن يرزقهُنَّ زوجًا صالحًا، يا زوجتي العزيزة، لكني لا أرغبُ في الزواج، صِدقًا لا وقت لديَّ، ولا يمكنني أن أُوَزِّعَ جهدي وطاقتي الباقية بعد العمل بين بَيْتَيْنِ.

سَكَتَتِ الزَّوجةُ، واتَّهَمَتْ زوجَها في نفسها أنه لا يحبُّ السنَّة، ولا يريد تطبيق شرع الله.

مَرَّ يومان، ثم فاتَحَتْه في الأمر مَرَّة أخرى، وكانت غاضبةً.

قال لها : هل آذيتكِ؟ هل صِرْتِ تكرَهِينَني؟ ألاَ تَحْتَمِلينَ العيشَ معي كل الأيام؟

قالتْ له متعجبةً: لا، أنا أحبكَ؛ لكني أريدُ الخَيْر لبنات المسلمين، أريد تطبيق شرع الله.

قال لها: زوجتي العزيزة، كأنِّي بكِ لا تَغَارِينَ عليَّ، وهي صفة مثل الملح، قليلها طيب، وكثيرُها غير محبوب، وعدمها مذموم.

سَكَتَتِ الزَّوْجَةُ على مَضَض، وهي تُفَكِّرُ في طريقة أخرى لِتُزَوِّجَ زوجها، وتقيمَ السُّنَّة بِزَعْمِها، أحيانًا كان يأتيها عارضٌ من غيرةٍ؛ لكن تقول في نفسها:لا، لا، لن أتركَ الغيرة تَتَحَكَّم فيَّ، يجب أن أُقَاوِمَها، وسَأُعاقِبُ نفسي على هذه الخواطر الخاطئة بِمَزِيدٍ منْ إقناع زوجي بالزواج من أخرى، نعم، هذا ما يجب أن تفعلَه كلُّ زوجةٍ محبَّة ومتدينةٍ، أن تُزَوِّجَ زوجها؛ لتعفَّ بنات المسلمينَ.

يجب أن أُجَاهدَ نفسي مجاهدةً شديدةً؛ حتى يقتنعَ زوجي، ويتزوجَ بالثانية؛ وإلاَّ فما الفرق بيني وبين غير الملتزمات؟