رسائل قصيرة ( 27 )
** 271
قال الحكماء :
مُصاحب رفقاء السوء ، كراكب البحر ،
إن هو سلم من الغرق ،
لم يسلم من المخاوف الكثيرة !
وإن مجاورة السبع والحية والعقارب
أهون ألف مرة من مصاحبة أهل السوء !
فإن الصحبة تُعدي ولابد !
** 272
عجبت لمن يتكبر ،
وقد خرج من مجرى البول مرتين !
رأى أحد الصالحين متكبرا فزجره
فقال له : يبدو أنك لا تعرفني !
فقال : بلى والله أعرفك
أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ،
وأنت خلال ذلك تحمل العذرة !
فطأطأ الرجل رأسه ومضى !
** 274
القلب هو عمدة الأمر كله !
في الحديث :
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب .
قال الشاعر :
إذا حلت الهدايةُ قلباً ** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُ
فالنجاح في إصلاح القلب : نجاح في القمة
والفشل في هذه المهمة : فشل في الصميم !
** 275
حرك قلبك دائما بمشاعر محبة الله
فإن من حصّل المحبة ، ما فاتته ولا حبة !
فإن الحب حامل !
ولا تجد محباً صادقا إلا وهو مشمر في فرح
في خدمة الحبيب وما يرضيه ..
شعاره على الدوام:
وعجلت إليك رب لترضى !
إذا كان رضاكمْ في سهري ** فسلام الله على وسني !
** 276
أشعِرْ من تكلمهُ أنك تحبه ، وتثق به ،
وأنك ناصح له ، مشفق عليه ،
أشعره بمكانته في نفسك ،
وأثن على ما ترى فيه من خير ولو يسير ،
وحاول أن تشبع حاجاته النفسية ،
واعمل على دفعه إلى الأمام ولو خطوات .
إذا نجحت في ذلك .. تملك قلب هذا الإنسان مع الأيام
** 277
إيقاع الحياة متسارع
والحياة لا تمهلك ، وإن أهملتها
والموت لا يغفل عنك ،
وإن غفلت أنت عنه .!
والعاقل من يجمع إلى رصيده في كل يوم رصيدا جديدا
يفرح به إذا لقي وجه الله
أما الأحمق ، فيتمنى على الله الأماني !
** 278
من تمام تقوى الله :
أن يُشكر فلا يُكفر ،
وأن يُطاع فلا يُعصى ،
وأن يُذكر فلا ينسى ..
أسأل الله أن يكرمني وإياك بتمام تقواه
وتقوى الله ما جاورت قلب امرئٍ إلا وصل !
وقد قيل : كن تقياً تكن قوياً ..
** 279
( هذه رسالة تبعث قبيل كل صلاة )
صلاتك هي روحك وحياتك ،
وهي أول ما يحاسبك الله عليه،
بقي على الأذان خمس دقائق ،
فقم على الفور ، وبادر إليها
لتكسب أجر المبادرين الصادقين
عسى أن تلحق بهم ،وتحشر معهم ..
وفقنا الله وإياك لطاعته ..
** 280
كثيرا ما تنسى النفس نفسها !
فإذا هي تختال مزهوة !
فاهمس في أذنها بقول الله تعالى
( والله لا يحب كل مختال فخور ) !
لعلها ترعوي وتتطامن وتعود إلى أصلها .
فتتذكر أنها خلقت من نطفة قذرة مهينة !
= =
والبقية تأتي بعون الله ..
كتبها بو عبدالرحمن