عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-10-24, 7:29 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي إذا ضاقت فاطرق أحد هذه الأبواب
إذا ضاقت فاطرق أحد هذه الأبواب

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين ؛ سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعــد :

أخي الحبيب : يامن أغلقت في وجهه الأبواب , وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، فساءت أحواله وخابت في الدنيا آماله ، ويسحق الهم قلبه , ويحطم الكرب نفسه , ويقطع الضيق فؤاده.

أخي الكريم: إذا كانت قد أغلقت حقاً في وجهك الأبواب , وتقطعت بك الأسباب ، فاطرق أحد هــذه الأبواب الثلاثة ، وإذا سدت في وجهك الطرق فاسلك هذا الطريق فلربما الفرج أقرب إليك من ظلك.

وإليك هذه المفاتيح.. مفاتيح الفرج ، أنتقيتها لك باختصـار مـن مشكاة الوحي ذلك الوحي الذي نزل من فوق سبع سموات ليخرجك من ضيق الدنيا إلى سعة الحياة.

أولاً : الدعاء ؛ فإذا اشتد كربك وتعاظم همك فاقرع باب الدعاء , فإنه جلاء الهموم ومفتاح الفرج.
يقول الحق تبارك وتعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) [ البقرة: 186] .

ثانياً : الصلاة ؛ كلما اشتد عليك الهم افزع إلى الصلاة , أحسن وضوءها وطهورها , وأقبل على الله بخشوع ودموع , متدبراً آياتها.

فإذا مكنت جبينك للسجود فهناك بث شكواك , فأقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد.

أما يقول العزيز سبحانه وتعالى : (( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )) [ البقرة: 45] .

ثالثاً : التوبة والاستغفار ؛ فإن عامة الكروب التي تصيب المسلم إنما سببها الذنوب ، كما قال الغفور جل وعلا: (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) [ الشورى: 30] .

فبادر يا أخي رعاك الله بتوبة نصوح من ذنوب تعلمها , وأخرى لا تعلمها , واحمد الله أن ابتلاك تكفيراً لسيئاتك.

اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن , والعجز والكسل , والبخل والجبن , وضلع الدين وغلبة الرجال.

اللهم فارج الهم وكاشف الغم , مجيب دعوة المضطرين , رحمن الدنيا والآخرة , اللهـم ارحمنا رحمـة تغننا بها عن رحمة من سواك.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الكاتب : علي بن يحيى حدادي.