عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2008-10-21, 8:35 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
*قال أبو حاتم رحمه الله:
من أكثر مواهب الله لعباده وأعظمها القناعة وليس شئ أروح للبدن من الرضا بالقضاء, والثقة بالقسم, ولو لم يكن فى القناعة خصلة تحمد إلا الراحة وعدم الدخول فى مواضع السوء, لطلب الفضل, لكان الواجب على العاقل أن لا يفارق القناعة على حال من الأحوال)
[أهـ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان ]
**إن الغنى هو الغنى بنفسه**
**ولو أنه عارى المناكب حاف**
**ما كان ما فوق البسيطة كافياً**
** وإذا قنعت فبعض شئ كاف**

أن تحفظ أسراره
عن أبى سعيد الخدرى:- رضى الله عنه- أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قال: (إن من شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته, وتفضى إليه, ثم ينشر سرها)[ رواه مسلم132]
لا شك أن الزوجة هى أقرب الناس إلى زوجها خاصة الزوجة المؤمنة الناجحة فى تعاملها,وحبها لزوجها والسر ثقيل على قلب المرء حين يحمله يشعر بحمل ثقيل على صدره حتى إذا حكاه استراح, من هنا كان حفظ السر أمانة ثقيلة وقد أخبر النبى(صلى الله عليه وسلم) أنه: (( إذا حدث الرجل بحديث ثم إلتفت فهى أمانة))
[حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة(1090)]
فحفظ السر واجب شرعى شرعى وضرورة اجتماعية بغيرها يصبح الإنسان مهدداً فى حياته وعندما يطلع الناس على أسرار الرجل فى بيته وطريقه ومعاملته لزوجته وأولاده, وماعنده وماله, وعليه فإن ذلك يمثل فضيحة لكثير من الناس والإسلام قد أوصى بستر المسلم.
وإن كان حفظ الإسرار عامة واجب, فحفظ أسرار الفراش بين الرجل وزجته أوجب.
وقد حذر النبى(صلى الله عليه وسلم) من نشر أسرار الجماع على الناس فقال: (( فلا تفعلوا, فإنما ذلك مثل الشيطان لقى شيطانة فى طريق, فغشيها والناس ينظرون))[حديث صحيح بشواهد أخرجه أحمد(6/456)]

من روائع السلف
{ كان ببغداد *بزّاز له ثروة, فبينما هو فى حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئا تشتريه, فبينما هى تحادثه كشفت عن وجهها فى خلال ذلك, فتحيَّر, وقال: قد والله تحيرت مما رأيت.
فقالت: ما جئت لأشترى شيئاً, إنما لى أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبى رجل لأتزوجه, وقد وقعت أنت بقلبى , ولى مالٌ, فهل لك فى التزوج بى؟
فقال لها: لى ابنة عم وهى زوجتى, وقد عاهدتها ألا أغيرها, ولى منها ولد.
فقالت: قد رضيت أن تجئ إليًّ فى الإسبوع نوبتين فرضيَّ, وقام معها فعقد العقد, ومضى إلى منزلها فدخل بها.
ثم ذهب إلى منزله , فقال لزوجته: إنَّ بعض أصدقائى قد سألنى أن أكون الليلة عنده.
ومضى , فبات عندها , وكان يمضى كل يوم بعد الظهر إليها,فبقى على هذا ثمانية أشهر , فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجاية لها: إذا خرج فانظرى أين يمضى؟ فتبعته الجارية, فجاء إلى الدكان, فلمَّا جاء الظهر قام, وتبعته الجارية, وهو لايدرى إلى أن دخل بيت تلك المرأة, فجايت الجارية إلى الجيران فسألتهم: لمن هذه الدار؟ فقالوا: لصبية قد تزوجت برجل تاجر بزّاز.
فعادت إلى سيدتها , فأخبرتها , فقالت لها : إيّاك أن يعلم بهذا أحد.
ولم تظهر لزوجها شيئا, فأقام الرجل تمام السنة, ثم مرض, ومات , وخلف ثمانية آلاف دينار, فعمدت المرأة التى ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة, وهى سبعة آلاف دينار, فأفردتها وقسمت الآلف الباقية نصفين , وتركت النصف فى كيس , وقالت للجارية:-
خذى هذا الكيس واذهبى إلى بيت المراة , فأعلميها أن الرجل مات, وقد خلف ثمانية آلاف دينار وقد أخذ الأبن سبعة الآف بحقه, وبقيت ألف فقسمتها بينى وبينك, وهذا حقكِ, وسلميه إليها, فمضت الجارية, فطرقت عليها الباب, ودخلت وأخبرتها خير الرجل وحدثتها بموته, وأعلمتها الحال, فبكت, وفتحت صندوقها, وأخرجت منه رقعة, وقالت للجارية:
عودى إلى سيدتك وسلمي عليها عنِّي, وأعلميها أن الرجل طلقنى , وكتب لى براءة, وردي عليها هذا المال, فإنى ما استحق فى تركته شيئاً}.
[أهـ صفة الصفوة لابن الجوزي(2/532_533)]
*البزاز: بائع البَزُّ.
والبزُّ : الثياب أو متاع البيت من الثياب ونحوها.

حفظه فى دينه وعرضه
وذلك بعدم التبرج والتكشف على غير المحارم أوالخلوة بالأجانب حتى ولو كان شقيق زوجها, أو قريبه ولاتأذن لمن لا يرضى الزوج بدخوله عليها, وهى حافظة لزوجها فى غيابه من عرض فلاتزنى,وأن تصون سمعته فلا تجعلها مضغة لأفواه.
*عن أبى أذنية الصدفى_رضى الله عنه-أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم-قال: (( خير نسائكم الودود , المواتية المواسية, إذا اتقين الله, وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات,لايدخل الجنة منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم))
[صححة الألبانى فى السلسلة الصحيحة(1849)]
*وعن عائشة –رضى الله عنها- عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (( أيما امرأة وضعت ثيابها فى غير بيت زوجها , فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عزوجل))[صححه الألبانى فى صحيح الجامع(2710)]
*وعن أم سلمة_رضى الله عنها-أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((أيما امرأة نزعت ثيابها فى غير بيتها))[ صححه الألبانى فى صحيح الجامع2708]
*وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى أمامه,ومات عاصياً , وأمة أو عبد أبق مات, وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده, فلا تسأل عنهم))
[صحيح رواه البخارى فى الأدب المفرد]

إكرام أهله
من حق الزوج على زوجته أن تكرم أهله وأقاربه,خصوصاً الوالدين إذ يجب عليها برهما وإكرامهما وخدمتها شكراً لله على ما انهم به عليها من ولدهما الذى أصبح زوجاً لها.
** وإذا كان الزوج أعظم حقاً على المراة من والديها , وإذا كان الإبن مأمورا شرعا بأن يحفظ ود أبيه تقوبة للرابطة الإجتماعية فى الأمة فإن الزوجة مأمورة شرعاً بان تحفظ ود أهل زوجها من باب أولى لتقوية رابطة الزوجية فى الأسرة::
فعن عبد الله بن عمر –رضى الله عنه-: (( أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة , فسلم عليه عبد الله , وحمله على حمار كان يركبه, وأعطاه عمامة كانت على رأسه, فقال ابن دينار:فقلنا له: أصلحك الله, إنهم الأعراب , وإنهم يرضون باليسير, فقال عبد الله: إن أبا هذا مان ودا لعمر بن الخطاب, وإنى سمعت رسول الله-صلى الله عليه-يقول : إن من أبر البر صلة الولد أهل وُدّ أبيه))[رواه مسلم(2552)]
*فلأن تحفظ المرأة أهل ودِّ زوجها من باب أولى *
كما أن إرام الزوجة إياهما وهما فى سن والديها خلق إسلامى أصيل:عن عبادة بن الصامت –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : ((ليس منا من لم يُجلَّ كبيرنا, ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا حقه))
[حديث حسن رواه أحمد(5/323),حسنه الألبانى فى صحيح الجامع(5773)]
• إن على الزوجة الفاضلة أن لا تنسى منذ البداية أن هذه المرأة التى قد تشعر أنها منافسة لها فى زوجها, وهى أم هذا الزوج, وأنه لا يستطيع مهما تبلد فيه إحساس البر أن يقبل إهانة توجه إليها, فإنها أمه التى حملته فى بطنها تسعة أشهر , وأهدته بالغذاء من لبنها ووقفت على الإهتمام به حياتها ختى أصبح رجلاً سوياً.
• واعلمى أيتها الزوجة أن زوجك يحب أهله أكثر من أهلك, كما أنتِ تحبين أيضا أهلك أكثر من أهله., فاحذرى أن تطغيه بإذدراء أهله أو إنتقاصهم أو أذيته فيهم, فإن ذلك يدعو إلى النفرة منك.
• إن تفريط الزوجة فى إحترام أهل زوجها تفريط فى إحترامه وليس من شك فى أن الزوجة العاقلة, الخيرة الطيبة تكون عوناً لزوجها على الخير وتوصيه بإلتزام حكم الشرع وآدابه, وحرض على زيادة بر والديه وإكرامهما,
[أهـ آداب الزفاف والعشرة الزوجيةص91 لـ أبى عبيدة أسامة]
فعن عبادة: كانت تصلى الليل لا تستريح, وكانت تقول لزوجها: (قم ويحك!إلى متى تنام؟قم يا غافل, قم يابطال إلى متى أنت غافل؟ أقسمت عليك ألا تكسب معيشتك إلا من حلال, أقسمت عليك أن تدخل النار من أجلى بِرُّ أمك, صل رحمك, لا تقطعهم , فيقطع الله بك)) [صفوة الصفوة(4/437) لابن الجوزي]