طاعة فاطمة
عن أبى الورد بن ثمامة قال: قال على(رضى الله عنه)لابن أعبد: ألا أحادثك عنى وعن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وكانت من أحب أهله إليه؟
قلت: بلى.
قال: إنها جرّت بالرحى حتى أثرت فى يدها, واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها, وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها فأتى النبى (صلى الله عليه وسلم)بخدم.
فقلت لها:لو أتيت أباكِ فسألته خادماًَ,فأتته فوجدت عنده أحداثاَ,فرجعت , فأتاها من الغد فقال:ما كانت حاجتك؟ فسكتت؟
فقلت: أنا أحدئك يارسول الله , إنهاجرت بالرحى حتى أثرت فى يدها, وحملت بالقربة حتى أثرت فى نحرها, فلما أن جاؤ الخدم,أمرتها أن تأتيك تستخدمك خادما يقيها حر ما هى فيه.
فقال: اتقى الله يافاطمة , وأدى فريض ربك , واعملى عمل أهل, وإذا أخذت مضجعك: فسبحى ثلاثاًوثلاثين, واحمدى ثلاثة وثلاثين ,وكبرى أربعا وثلاثين,فذلك مائة, هى خير من خادم.
قالت: رضيت عن الله وعن رسوله, ولم يخدمها خادم.
(رواه الخمسة إلا النسائى)
فائدة
قال ابن القيم:
أن الذكر يعطى الذاكر قوة ,حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدنه, وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية فى مشيته وكلامه,وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً فكان يكتب فى اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ فى جمعه أو أكثر, وقد شاهد العسكر من قوته فى الحرب أمراً عظيماً, وقد علم النبى (صلى الله عليه وسلم) إبنته فاطمةوعلياً (رضى الله تعالى عنهما)أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين,ويحمدا ثلاثا وثلاثين, ويكبرا أربعا وثلاثين,لمَّ سألته الخادم,وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك وقال((إنه خير لكما من الخادم))..
(صحيح )رواه البخاري ك(المناقب(3429).رواه مسلم ك الذكر والدعاء(4906),أبو داود(4906),أحمد(702),صحيح ابن حبان(15/363)
{أهـ الوابل الصيب من الكلام الطيب ص75}
**توكل على الرحمن فى الأمر كله**
**ولا ترغبن يوما عن الطلب**
** ألم تر أن الله قال لمريمَ**
**وهزى إليك الجذع يساقط الرطب**
**فلو شاء أن تجنيه من غير هذهِ جنته**
**ولكن لكل رزق سبب**
طاعة أسماء
((ونذكر هنا قصة طيبة ترويها لنا أسماء بنت أبى بكر الصديق –رضى الله عنهما-نتعلم منها أختاه ضرورة المحافظة على مشاعر الزوج واحترام طباعه فتقول: لقيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-يوماً ومعه أصحابه والنوى على رأسى فقال صلى الله عليه وسلم : ((إخ إخ))لينيخ ناقته ويحملنى خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال, وذكرت الزبير وغيرته, وكان أغير الناس فعرف رسول الله –صلى الله عليه وسلم-أنى قد استحييت , فجئت إلى الزبير وحكيت له ما جرى فقال: ((والله لحملك النوى على رأسك أشد علىّ من ركوبك معه))فهذه الرواية أخيتى تدل على ما يجب على الزوجة من إحترام لمشاعر زوجها, فأسماء –رضى الله عنها- تعلم من زوجها الزبير –رضى الله عنه- شدة غيرته فاحترمت ذلك وفضلت إجهاد نفسها وحمل مالا تطيق على عصيان زوجها وعدم احترام مشاعره.
{أهـ كيف تسعدين زوجك لـ أم عبيدة (شيرين الشامى)}
التزين وحسن الإستقبال
قال تعالى : ( يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يوارى سوءاتكو وريشا ولباس التقوى ذلك خير) [سورة الأعراف:26]
وقال تعالى : ( قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) [سورة الأعراف:32]
*ومن حق الزوج على زوجته أن تتزين له وتتجميل وأن تبتسم فى وجهه دائما ولا تعبس ,قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ((لا تحقرن من المعروف شيئا, وأن تلقى أخاك بوجه طلق))رواه مسلم .
*فعلى المرأة المسلمة التزين والتجمل والتأنق للزوج فقط!! حتى تملك قلبه وتجدد حياته ويجد الأنس والسرور عند النظر إلى زوجته كأنها فى ليلة زفافها فكل لون منها فرحة جديدة وكل نوع منها حياة سعيدة.
فعن أبى هريرة _رضى الله عنه_قال: ((قيل لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_: أي النساء خير ؟ قال : التى تسر إذا نظر , وتطيعه إذا أمر , ولا تخالفه فى نفسها ولا مالها بما يكره)) صحيح [3299]
ومراعاة لهذه الفطرة التى فطر الله عليها النساء من حب الزينة والتى تشير إليها الأية الكريمة : قال تعالى : (أو من ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين) [سورة الزخرف:18]
أباح الله تعالى من الحلي واللباس للنساء ما حرمه على الرجال, لحاجتهن إلى التزين للأزواج.
• وعن عبد الله بن مسعود_رضى الله عنه_قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: ((لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال حبه من كبر فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ؟فقال _صلى الله عليه وسلم_: إن الله جميل يحب الجمال))[صحيح: رواه مسلم:91] كتاب الإيمان
• فعلى المرأة أن تتزين لزوجها , ومن حقه عليها أن تفعل وإن تجاوزت الشطر الأعظم من عمرها فذلك من أسباب الألفة والتودد.
• وعن جابر بن عبد الله_رضى الله عنهما_أن النبى _صلى الله عليه وسلم _ قال: (( إذا دخلت ليلاً,فلا تدخل على أهلك, حتى تستحد المغيبة , وتمتشط الشعثة))
[رواه البخارى:5246] باب النكاح
قال الإمام النووي: رحمه الله
ومعنى ((تستحد المغيبة))أي : تزيل شعر العانة, والمغيبة التى غاب عنها زوجها, والإستحداد: إستفعال من استعمال الحديد وهى الموسى, والمراد إزالته كيف كان) والشعثة:البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة .
[ أ هـ شرح مسلم (7/81)]
{وفى هذا الحديث دليل أو بيان أن المرأة مادام زوجها حاضرا مقيماً فهى دائمة التزين, ولاتهجر هذه الخصلة إلا فىغياب زوجها}
وكانت علبة بنت المهدي:-
(كثيرة الصلاة ,ملازمة للمحراب, وقراءة القرآن وكانت تتزين وتقول: ما حرم الله شيئاً إلا وقد جعل فيما أحل عوضاً منه, فماذا يحتاج العاصى)[أهـ أحكام النساءص138]
*ولكن أكثر الزوجات الآن تلقى زوجها مشغولة بطبخها الذى تأخرت فيه, بذلة الثياب, تعبة,ضيق الصدر,كثيرة الشكوى والضجرفيه,ولا تلبث إحداكن بعد الأشهر الأولى من الزواج أن تنهمك فى مراعة المطبخ والأثاث, وتبذل فى ذلك غاية وسعها, حتى تنصرف من حيث لا تشعر عن الإحتفاء بزوجها فى الملبس أو الزينة, وإن كانت لا تغفل عن هذا افحتفاء وتلك الزينة , لإستقبال أترابها وزيارة جاراتها, مما يكون عاملاً أساسياً فى نفرة الزوج وسخطه, فيدخل البيت مستعيذا من شرها, ويفر منها مستجيراً من ضرها إذ يجد زوجته قد تحولت عنه , وتقمصت شخصية الخادم التى تحس أن واجبها منحصر فى خدمة البيت,دون العناية بصاحب هذا البيت أعنى الزوج*
{أهـ آداب الزفاف والعشرة الزوجية وتربية الأولاد فى الإسلام}
*وعن أبى هريرة_رضى الله عنه _ :أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_قال: ((من كان له شعر فليكرمه))
[صحيح الجامع:6493]
إكرام الشعر: إكرامه :تصفيفه.
((أوصت أم إبنتها عند زواجها فقالت لها : أي بنية, لا تغفلى عن نظافة بدنك, فإن نظافته تضئ وجهك, وتحبب فيك زوجك, وتبعد عنك الأمراض والعلل, وتقوى جسمك على العمل, فالمرأة التفلة تمجها الطباع وتنبو عنها العيون والأسماع,وإذا قابلت زوجك فقابليه فرحة مستبشرة , فإن المودة جسم رُوحه بشاشة الوجه))[أهـ رحمة الإسلام للمرأة ص109]
** ومن هذا أيضاً العناية بنظافة الأسنان, لأن الفم مكان نم البكتريا بسرعة إن لم تتم العناية به, وتنظيفه من بقايا الطعام وقد أوصى النبى (صلى الله عليه وسلم) بإستعمال السواك فقال: ((لولا أن أشق على امتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [رواه البخاري]
وقال صلى الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب))[صحيح الجامع:3695]
وعن شريح بن هانئ قال: ((سألت عائشة _رضى الله عنها_ قلت : بأي شئ كان يبدأ النبى-صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته قالت : بالســـــــواك)) رواه مسلم[253]
{حاولى أيتها الزوجة أن تحافظى على السواك حتى يطهر الفم وتزكو رائجته , وتصبح الأسنان ناصعة فكم تعطى جمالاً للوجه}
لزوجة مطيعة عينك عنها راضية **
**وطفلة صغيرة محفوفة بالعافية
وغرفة نظيفة نفسك فيها راضية**
**ولقمة لذيذة من يد أغلى طاهية
خير من الساعات فى ظل القصور العالية**
** تعقبها عقوبة يصلى بنار حامية
ترضية الزوج عند الغضب
فلابد أن تحافظ الزوجة على رضا زوجها عليها ولكي تحقق السعادة الزوجية فلابد من ترضيته إذا غضب فإن كان الخطأ منها تبادر له بالإعتذار ولا تصغى لوساوس الشيطان فهو يسعى جاهداً لبث النزاع والتفرقة بين الزوجين ولتتذكرى قوله تعالى : (وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..) [سورة الإسراء].
قال الشيخ السعدي:-
[فى تفسير الكريم الرحمان فى تفسير كلام المنان]
وهذا من لطفه بعباده, حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال,الموجبة للسعادة فى الدنيا والآخرة, فقال: [قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن]وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة, وذكر,وعلم, وامر بالمعروف, ونهي عن المنكر, وكلام حسن لطيف مع الخلق على إختلاف مراتبهم ومنازلهم , وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين, فإنه يؤمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.
والقول الحسن داع لكل خلق جميل, وعمل صالح, فإن من ملك لسانه, ملك جميع أمره.
وقوله:[إن الشيطان ينزغ بينهم]أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
فدواء هذا, أن لا تطيعوه فى الأقوال غير الحسنة التى يدعوهم إليها, وأن يلينوا فيما بينهم, لنقمع الشيطان الذى ينزغ بينهم, إنه عدوهم الحقيقى الذى ينبغى لهم أن يحاربوه, فإنه يدعوهم [ليكونوا من أصحاب السعير] وأما إخوانهم, فإنهم وظان نزع الشيطان فيما بينهم, وسعى فى العداوة , فإن الحزم كل الحزم, السعى فى صد عدوهم, وأن يقمعوا أنفسهم الأمارة بالسوء, التى يدخل الشيطان من قِبَلِها,فبذلك يطيعون ربهم , ويستقيم أمرهم , ويهدون لرشدهم.[أهـ تفسير سورة الإسراءالآية53]..
**فتبسمك أختاه فى وجهه وعدم إعلاء صوتك والحلم به وعدم الرد عليه بغليظ القول فى وقت غضبه يكون له الأثر عليه , وقد ترى بعض الزوجات أنا لرد عليه وجداله هو السبيل لأخذ حقها, ولكن والله يا أختاه حقك الأعظم تناليه بالصبر عليه وقت الغضب وكظم الغيظ.[أهـ كيف تسعدين زوجك لـ أم عبيدة شيرين الشامى]
*ومن أخلاق المرأة الصالحة أنها تبادر إلى إرضاء زوجها إذا غضب ولا تنتظر أن يبدأ هو بذلك وذلك لأسباب:-
منها: إن المرأة أكثر رغبة فى نجاح حياتها الزوجية ,ومصلحتها فى ذلك.
منها: الأنثى بطبعها مفطورة على التذلل والخضوع والإسترضاء للرجل .
منها: الرجل أخشن من المراة,والمراة بلطفها ورقتها وحنانها أقدر على تخفيف حدة المشاكل.
منها: الرجال عادة أكثر عناداً من النساء, وإذا انتظرت المرأة زوجها كي يبادر لأنهاء المشكلة, فقد تطول المدة وتتعقد المسألة.
منها: الزوجة عادة تكون أصغر سناً من الزوج,ومن السنة أن يحترم الصغير من هو أكبر منه سناً.
منها: الزوجة المسلمة تعرف أن مبادرتها بالصلح تجعلها أفضل عند الله.
فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :- ((ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟الودود , الولود, العؤود على زوجها, التى إذا ظُلمت قالت: هذه يدى فى يدك , لاأذوق غمضا-أي نوماً-ً حتى ترضى))[حسنه الألبانىفى صحيح الجامع برقم(2064)]
وأحسن القائل:
**كونى له فى الرضا عوناً ومؤنسة**
**وإن بدا شرر للخلق فانسحبى**
**البيت روح وريحان بربته **
**وهو الجحيم بشؤم الحلق والغضب**