وصول الدجال
يصل المسيح الدجـال الى المدينة المنورة قادما من شرقها، كمـا أشـار رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم "أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى أرض بعينها قائلا (وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ)"، و لايوجـد أعظم فتنة من فتنة المسيح الدجال كما أشـار الرسول صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث الأخرى.
و نلاحــظ مـــدى دقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقـد أشـار بيــده إلى " الشــــرق " وهو في مسجده في المدينة المنورة، و قــد كان المستشرقين يشككون في دخول أي جيــش إلى المدينة المنورة من جهتها الشرقية و ذلك بسبب ( الحــــرة ) التي تعتبر عازلاً طبيعيـا للمدينة المنورة وتظهر بصـورة تكوين طبيعي أســود داكن اللون مكون من حديد ورصاص منصهر مخلوط بالتربة الأرضية شديد الصلابة والحدة والوعورة ومصدره الحمم البركانية.
لا يمكن لأي جيش حديث أو قديم السير علي أحجارها الضخمة المدببة القاطعة الصلدة.
فما بالنــا بالدجــال وهو الذي يركب هو وجنوده البغال والحمير والإبل في ظل نفاذ البترول كما دلت أحاديث أخر الزمان في عودة القتال بالخيل والسيف والحربة وبالأخيرة يقتل عيسي بن مريم الدجال.
إلا أن الوضع الآن قد تغير فهناك بالمدينة طريق الرياض القصيم قادم من الشرق بل ويصل امتداده لحدود العراق والتي بجوارها إيران حيث مكان خروج الدجال من ناحية أصفهان ويهودها الذين لم يهاجروا إلي فلسطين المحتلة وسوف يتبعون الدجال كما دلت الأحاديث المذكورة.
المدينة المنورة محصنة بالموانع الطبيعية
الآن نستعرض الموانع الطبيعية التي تحيط بالمدينة المنورة منذ الأزل وتمنع دخول الجيوش إليها, وهذه الموانع تتكون من نوعين هما (الحرار والجبال) وهي تحيط بكامل حدود المدينة الشبه دائرية إلا طريق واحد ممهد لدخول الجيش في السهل الواقع شمال غرب المدينة وهذا الذي حفر بعرضه رسول الله وصحابته الخندق لمنع دخول جيش الأحزاب منه.
وهناك منطقة العوالي التي كانت بيوت اليهود تشغلها وتشكل حائط سكني وبشري يمنع الدخول ولذا أقام رسول الله معهم عهداً. وهناك بعض الدروب الضيقة جدا والتي تكفي مرور أحادي للمشاة والدواب فقط من بين هذه الحصون والموانع الطبيعية التي تحيط بالمدينة المنورة، وهذه الموانع مازالت موجودة رغم التوسع العمراني في المدينة.
- الحرة الغربية
تقع في الجهة الغربية من المدينة، وتمتد من مسجد القبلتين شمالاً إلى محاذاة مسجد قباء جنوباً، وكانت تشكل حاجزاً طبيعياً يحمي المدينة من جهتها الغربية وجزء من جهتها الجنوبية، وليس لها سوى منافذ قليلة صغيرة أشهرها منفذ ثنية الوداع التي يخرج منها المسافرون إلى مكة والحرة مغطاة بالصخور والحجارة النارية المدببة القاطعة والمهلكة لأي محاولة مرور لاجتيازها، والحرة مكونة كما ذكرنا من حديد ورصاص منصهر مخلوط بالتربة الأرضية شديد الصلابة والحدة والوعورة ومصدره الحمم البركانية، فالحرة إذا منطقة جبلية ولكنه الآن تم استصلاح معظمها.
- الحرة الشرقية
وهي هضبة طويلة ممتدة شرقي المدينة فيها مجموعة تلال وسميت الحرة لأن سطحها مغطى بصخور وحجارة بركانية سوداء تجعلها شديدة الحرارة في الصيف، ويروى أنها سميت واقم قصد بها الدلالة اللغوية لكلمة واقم وهي الحاجز، ففي القاموس وقمت الرجل عن حاجته إذا رددته، وتشكل حرة واقم حاجزاً طبيعياً يحمي المدينة من شرقيها، فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل السير عليها، ولكنها لا تخلو من ممرات ضيقة وقابلة للحراسة، وعلى الجانب الغربي من حرة واقم سكنت قبائل عدة قديماً للاستفادة من حمايتها الطبيعية ومن الأودية التي تنحدر منها، ويقال أنه في عام 654هـ ثار بركان قوي من إحدى تلال هذه الحرة واستمر قرابة ثلاثة أشهر فازدادت المقذوفات البركانية في المنطقة ولذا فهي أيضاً منطقة جبلية.