عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2008-10-10, 3:43 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
(11)

جرحي عاطفيٌ وعميق يا صديقتي!!

سنين جميلة كنا نعيشها بجانب بعضنا البعض، منذ الابتدائية، كبرت شيئاً فشيئاً حتى عانقت المتوسطة، ثم الثانوية وعمقتها الجامعة أكثر..

كنتُ أثق بأن صديقتي بل أختي ستبقى لي أبداً، لن تخذلني مهما كانت الأسباب، إنها دنياي، إن سُلبت مني كيف سأعيشها؟!

كانت تمتلك كل أحاسيسي.. قلبي، أرواحنا متقاربة، ويوماً ما .. ذهبتْ، هكذا، بلا سابق إنذار وبدون وداع.. بدون أن تترك لي لحظة لأودعها أو أودّع أيامنا الجميلة معاً .. وذكرياتنا الحلوة، رحلت وتركت لي كومة ألم! وجروحاً لا تشفى.. وعندما أتأمل جرحاً في يدي.. أو قدمي أجده يلتئم بعد أيامٍ قليلة.. وغربتي فيها منذ أشهر، ولم تبرأ جراحها بعد!

هل كنتُ أحبها وهي لا تملك لي أدنى شعور، وأن صدقي تجاهها كان موجهاً لمن لا تستحقه وأني أهدرتُ –بصدقي الزائد- مشاعري على من لا تستحقها؟

فقدتُ الثقة في نفسي، وفي الصداقات، وعزمتُ ألا أعقد أي صداقة أخرى.. فلن أجد لا أخوّة ولا صداقة حقيقية في هذه الدنيا!

كم واحدة منا جربت هذا الألم؟ العلاقات التي نخرج منها بجراحات عديدة، وآلامٍ توجعنا ولا نجد لها حلاً؟ المواقف المؤقتة، والأخرى ذات الأجل الطويل أو حتى مُنتهي الصلاحية.. الذي لا يُرجى برؤه، ولا حلّه؟ أثق بأن كل واحدة ستتأمل نفسها وتجيبُ بصوتٍ عال أو منخفض من شدّة وجع الذكرى: (أنا).

والآكد أنها تردفه بسؤال: لماذا أنا؟

تلك التي نقفُ بعدها على حافة صداقتنا التي انتهت فجأة؛ ورحل أصحابها.. والتي بلا شك (أصعبها).. وقد حدثت.. فماذا أفعل؟

ستبتئسين حتماً، وستبكين، لكن قبل أن تتخذي خطوة (سلبية) عاودي سؤال نفسك: هل من العدل أن أحمّل نفسي الخطأ وأرهقها بتأنيب الضمير؟ أو أن أمنع نفسي من صداقات لأجل صدمتي (الأولى).؟

الحياة مليئة بالآلام.. بالصفعات التي نفاجأ بها.. دون سابق إنذار فهل ستتوقفين لأجل صفعة واحدة؟
فلو فعل كل فردٍ مثل ذلك.. لتوقفت عجلة الحياة، ولاعتصم الناس في بيوتهم يندبون حظوظهم، أو يبكون وظيفة لم تجيء، وريالاتٍ طارت والشهر لم ينته بعد.. أو رحيلاً أو موتاً.. وأشياءَ كُثر..!

الأمُّ يموتُ لها طفلٌ أرضعته وربته سنينَ طويلة.. فتبكيه أياماً.. ثم تنصرفُ إلى أبنائها الباقين، أو شؤون بيتها، وإن ظنّ الجميع أنها (نستْ) إلاّ أنها (سلت).. فحسب..

هو فنّ (السلوى).. وهو حتماً علاجك الأوحد.

لا تتكئي كثيراً على ما كان بينكما، بل تجاوزيه للذكرى الحسنة وجميل الودّ، وتذكري أن ما مضى من سنين –وإن اندثرت- كانت تحملُ الكثير من العطاء.. وصدق المشاعر وحميميتها. ثم حاولي تجاوز هذه العلاقة المنتهية، وفي الناس خير، فقط ابحثي وستجدين بإذن الله تعالى ما تبتهج به نفسك وتسرّ، فبقاؤك وحيدة يعني تجديد التفكير بصديقتكِ التي رحلت.. وعلاقتكما التي انقطعت، ألقي بكل شيء قديم خلفكِ .. لتبدئي مرحلة جديدة.. بلا جراح، أو تأزم.. أو عزمٍ لقطع أواصر صداقات جديدة.. تنهينها لأجل أن ترضي غرور جراحك السابقة وصححي معها أخطائكِ السابقة.. وعاداتكِ السيئة التي تجعل للمشاكل بيئة خصبة تحيا فيها.. فالمواقف العابرة إذا تجمعت تصيب علاقاتنا بالقذى.. تُربكها، نغضب ونعتب ومثلها لا يستحقُّ توقفاً أكثر مما ينبغي، أو أن نعطيها أكبر من حجمها، فقد تكون خرجت إثر انفعال عاطفي مؤقت.. فأنجح وسيلة لمحوها قواعد ثابتة (التمس لأخيك سبعين عذراً، فإن لم تجد فقل لعل له عذراً أو لعله نسي). أن (تتغافلي) عن أخطاء الأقربين لك، فلا بشر كامل.. أو بدون أخطاء ونقص، وفي الوقت ذاته تعلمي كيف ترسمين خطوطاً حمراء لكل علاقاتك لا تتجاوزينها.. حتى لا تتأذي، وتعلمين كيف تكون لذّة البذل بلا مقابل أو جزاء..

ومن يدري.. فلعل في الأمر خيرة لك ولها وإن بدا مكروهاً لك، فبعض الأمور تكون ظواهرها محبوبة لنا لكن في باطنها مكروه، وبعض الأمور مكروهة لنا لكن في بواطنها خيراً كثيراً يعلمه ربنا – عز وجل – وقدرها لحكمته..

تذكري أن الصادقين في مشاعرهم، ومن يتمتع بهذه الصفة هم أكثر الناس قدرة على تكوين العلاقات الناجحة وبنائها من جديد، وأنهم أجدر الناس بالاحترام، والعلاقات في مجملها تحتاجُ وقتاً، شيئاً فشيئاً حتى تصل للعمق، كالبذرة التي تأخذ وقتاً لتظهر، ثم تنمو وتنمو حتى تصبح فرعاً، ثم شجرة، فثمرة وتزهر أيضاً، واعلمي يا غالية أن ما تحتاج إليه الشجرة من ماء وشمس وهواء وعناية هو ما تحتاج إليه أيضاً العلاقة من دعاء صادق، وتغافل عن الأخطاء، وتقبل للعيوب، وصبر وإخاء.

**
مجلة حياة العدد (88) شعبان 1428هـ



--------------------------------------------------------------------------------

(12)

الجامعاتُ على الأبواب.. فماذا أختار؟!


لا توجدُ لحظة تعادل في جمالها وقتَ اكتمال الحُلم، الذي خططتِ لأجله ورسمتِه طيلة اثني عشر عاماً من الدراسة، والصباحات المدرسية، المريول الرصاصي ثم الكحلي، الأبّات البيضاء والشرائط المعقودة والضفيرتان.. كل تفاصيل الحياة المدرسية.. التي تبدأ كل يوم الساعة السادسة..

كل هذه السنين، بحلوها ومرّها، تعبها وراحتها.. أيامها المفتوحة والتعهدات، كلها تغدو لحظات بسيطة، تمرّ كذكرى.. تنتهي بلحظة ارتداء قبّعات التخرج، وظهور الورق، واستلام النتائج والتبريكات.. ينتهي كل شيء في أعينهم، وتبدأ رحلة.. اختيار التخصص.. خياراتٌ كثيرة، وحيرة ينطقها سؤال واحد.. (ماذا أختار؟!)

حسناً صديقتي، سأفكرُ وإياكِ اليوم، بعيداً عن ضغط (ادخلي هالقسم أحسن لك.!) و(بنت فلان مو أحسن منك داخلة هالقسم وأنتِ لأ).. أو (اختاري أي شيء وفكينا)..

سنشتركُ في التفكير.. أنتِ، وأنا، وعقلك ورغباتك..

لست وحدك..

نسبةٌ كبيرة من المتخرجات من الثانوية، لا يستطعن تحديد هدفهن؛ فلا تقلقي.
في الواقع اختيار التخصص بشكلٍ دقيق سيوفّر عليك مراحل من التذبذب لاحقاً، أو ضياع سنين دراسية في الجامعة لتصحي ذات صباحٍ باكتشاف.. (القسم لا يناسبني.. لا أستطيع الاستمرار أكثر..!)؛ لذلك.. فعمقُ التفكير لأيام سابقة، هو بكل تأكيد أنجحُ من ضياع أيام مستقبلية.. في التنقل بين الأقسام..

لغات، شرعي.. رياضيات.. إدارة أعمال، رياض أطفال.. ماذا أختااااار!؟

تجرّدي من نسبتكِ حالما تقررين هدفك؛ فلا تلتفتي لنسبة عالية تضمنُ لك مقعداً أكيداً في الطب، وأنتِ لا تتقنينه، ولا تجدين نفسك فيه بكل بساطة؛ فالنسبة لا تعني كل شيء.. فاختيار اللغات مثلاً، يعني أهمية وجود لغة كافية تمكنكِ من وضع لبناتكِ الأولى فيها، وقابلية لقضاء إجازتك في تعلم المزيد منها، لا تختاري قسماً لأنه أسهل، ولا تختاري الأصعب مما لا تطيقين حتى تثبتي للآخرين جدارتكِ وتتحديهم به.! أو تختاري قسماً لأن صديقتك سجلت فيه وستدرسه؛ فما يناسبها قد لا يناسبكِ، وربما تفترقان على مقاعد الجامعة أو في توزيعكما على القاعات؛ فتكوني قد خسرتِ اختياراً موفقاً، وجوار صديقتكِ!

أيّ المجالات سيفيدني أكثر؟!

سؤال مهم؛ ففي زمن الشحّ الوظيفي عليكِ أن تكوني ذات وعي تام بحاجات السوق وفرص العمل فيها، اجعلي نظرتكِ مستقبلية؛ فلا تختاري قسماً يتهافتُ عليه الجميع، في مقابل مقاعد محدودة، ربما تكون قد ضُمنت مسبقاً للبعض، وإنما ابحثي عما يجعل فرصك الوظيفية مستقبلاً شيئاً ممكناً.. وواقعاً سهل التناول..

فيما بعد التخصص، والاختيار

هل هذا التخصص مناسبٌ لإمكاناتي الشخصية؟!
سؤال مهم،. فلا تختاري مجالاً وظيفته في مجال العلاقات العامة وأنتِ خجولة مثلاً؛ حتى لا تصابي بمصاعب ومشاكل في التعامل مع الآخرين..
ونوعيات البشر المختلفة، فيما تعلمين وتدركين أنك ستنجحين بهذه الهيئة في عملٍ مكتبي لا يوجد فيه علاقات عامة، أو في برمجة أو غيرها..
ببساطة.. ادرسي اختياراتك، وتعمقي في أسبابها؛ لتتسنى لكِ دراسة جامعية ممتعة، يعقبها عملٌ ناجح، عدّتك في هذا القرار رأيكِ الخاص دون تأثر باختيارات صديقة، أو المظاهر التي ترينها على الآخرين.. وبالطبع، لا تنسي صديقتكِ (الاستخارة).. قبل أن تقدمي على أي قرار.. ودراسة موفّقة..


**
مجلة حياة العدد (98) جمادى الآخر 1429هـ




تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »