في هذه العشر المباركة ليلة القدر التي شرفها الله على غيرها
ومن على هذه الامة بجزيل فضلها وخيرها
اشاد الله بفضلها في كتابه المبين
ليلة القدر شريفة عظيمة يقدر الله فيها ما يكون في السنة
ويقضيه من اموره الحكيمة ليلة القدر خير من الف شهر
يعني في الفضل والشرف وكثرة الثواب والاجر ولذلك كان
من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه
ليلة القدر ليلة سلام للمؤمنين من كل مخوف
لكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذابها
الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون الا بالخير والبركة والرحمة
وقد اخفى الله سبحانه علمها على العباد رحمة بهم
ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة
بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله وثوابا
ليلة القدر يفتح فيها الباب
ويقرب فيها الاحباب
ويسمع الخطاب
ويرد الجواب
ويكتب للعاملين فيها عظيم الاجر
ليلة القدر خير من ألف شهر
فاجتهدوا رحمكم الله في طلبها فهذا أوان الطلب
واحذروا من الغفلة ففي الغفلة العطب
*******
حق على العاقل ان يتخذ مراتين
ينظر احداهما الى مساوئ نفسه فيتصاغر بها ويصلح ما استطاع منها
وينظر في الاخرى الى محاسن الناس فيحتذيهم فيها ويأخذ منها ما استطاع
*******
حكى ان ابن زياد قال لرجل من الدهاقين ما المرؤة فيكم؟
قال اربع خصال :
اولها ان يعتزل الرجل الذنب فانه اذا كان مذنبا كان ذليلا ولك تكن له مرؤة
والثانية ان يصلح ماله ولا يفيده فانه من افسد ماله احتاج الى الناس فلا مرؤة له
والثالثة ان يقوم لاهله فيما يحتاجون اليه فان من احتاج اهله الى الناس فلا مرؤة
والرابعة ان ينظر الى ما يوافقه من الطعام والشراب فيلزمه
*******
قال الحجاج لخريم الناعم : ما النعمة ؟
قال : الامن
فاني رايت الخائف لا يتمتع بعيش
قال له : زدني
قال: فالصحة فاني رايت المريض لا ينتفع بعيش
قال له: زدني قال: الغني فاني رايت الفقير لا ينتفع بعيش
قال له: زدني
قال : فالشباب فاني رايت الشيخ لا ينتفع بعيش
قال : زدني
قال : لا أجد مزيدا
*******
يروى انه ركب رجب مع زوجته وولده ووالدته قارب صغير للنزهة
ولما بلغ القارب منتصف النهر اكتسحته موجة طاغية فانقلب القارب بمن فيه
فصار الرجل يفكر من ينقذ ولده او زوجته او امه
فحمل امه وهو يردد اما امي فمن المحال ان اجد سواها
*******
من كان يرغب في النجاة فما له
غير اتباع المصطفى فيما اتى
ذاك السبيل المستقيم وغيره
سبل الغواية والضلالة والردى
فاتبع كتاب الله والسنن التي
صحت فذاك اذا اتبعت هو الهدى
ودع السؤال بكم وكيف فانه باب يجر ذوي البصيرة العمى
الدين ماقال النبي وصحبه
والتابعون ومن مناهجهم قفا
*******
مر ابراهيم بن ادهم على رجل حزين مهموم
فقال له اني سأسألك عن ثلاثة فأجبني
فقال الرجل الحزين : نعم
قال ابراهيم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله ؟
فقال الرجل : لا
قال ابراهيم: افينقص من رزقك شئ قدره الله؟
فقال الرجل : لا
قال ابراهيم: أفينقص من اجلك لحظة كتبها الله؟
فقال الرجل : لا
قال ابراهيم : فعلام الحزن والهم؟!
*******
قال رجل للرقاشي :
ما يجب على المؤمن في حق الله؟ قال: التعظيم له والشكر لنعمته
قال : فما يجب عليه في حق السلطان؟ قال : الطاعة والنصيحة
قال: فما يجب عليه في حق نفسه؟ قال: الاجتهاد في العبادة واجتناب الذنوب
قال: فما يجب عليه في حق العامة؟ قال: كف الاذى وحسن المعاشرة
قال: فما يجب عليه في حق الخليط ؟ قال: الوفاء بالمودة وحسن المعرفة
*******
شكا بعض اهل الامصار واليا الى المامون فكذبهم
وقال : قد صح عندي عدله فيكم واحسانه اليكم
فاستحيوا ان يردوا عليه
فقام شيخ منهم وقال يا امير المؤمنين :قد عدل فينا
خمسة اعوام فاجعله في مصر غير مصرنا
حتى يسع عدله جميع رعيتك وتربح الدعاء الحسن
فضحك المامون واستحيا منهم وصرف الوالي عنهم
*******
حكم وامثال
اقتنص الفرصة فالوقت لا يعود
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
اذا غلب الهوى بطل الرأي
الاجتهاد اربح بضاعة
اجعل سرك لواحد ومشورتك لألف
لا تتهافت على الليئم فتتهم في مروءتك
الطير يطير بجناحيه والمرء يطير بهمته
الانسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل ان يغلق الناس آاذانهم
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها
قد يدرك المتاني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل