رسائل قصيرة ( 13 )
** 131
واعجباً لو دخلتَ بيتَ ملك من ملوك الأرض
لبقيت ذاهلاً تتفكر من رقوش نقوشه!
فارفع بصر فكرك ، وتأمل هذا الكون كله ،
هل رأيت أجمل من هذا الإبداع ،
أو أروع من هذا الجمال ؟!
فكيف لا يمتلئ قلبك بحب الله جل في علاه !؟
** 132
كانوا يتراسلون بالمواعظ
لتقع المساعدة على اليقظة ،
كصياح الحارس بالحارس :
يا نيام السحور ..!
ورب كلمة أصلحت قلبا ..!
** 133
ساكنٌ في القلب يعمرهُ ** لستُ أنساه فأذكرهُ
غابَ عن سمعي وعن بصري ** فسويدا القلب تبصرهُ
لو صح حبك ، لما غفلتَ عن محبوبكَ أبدا ..!
** 134
لو كان في القلب محبة لظهر أثرها على الجسد
عجب ربنا من رجل ثار عن وطائه ولحافه إلى صلاته !
تلمح معنى ثار ، ولم يقل قام ،،
لأن القيام قد يقع بفتور ،
أما الثوران فلا يكون إلا بإسراع حذراً من فائت ..
وتلك إحدى علامات المحبة !
** 135
يا عاصيا بالأمس ، أين التذاذك بالمعصية ؟
ذهبت اللذة ، وبقي الوزر وانتظار العقوبة !
يا مجهدا نفسه في الطاعة ، أين تعبك ؟
ذهب التعب وبقي الأجر ، وانتظار الجائزة .
إنما عمرك أيام مجتمعة ..
إذا مضى بعض سيلحقه البعض الآخر ، فمتى تفهم ؟
** 136
لو كانت عين قلبك سليمة من رمد
لرأيت الآخرة أقرب إليك من مساء يومك الذي أنت فيه !
ولشمرت للعمل من أجلها بهمة
لكن لأن عين القلب مصابة برمد بقيت في لهوك !
داوِ مرضك وقد صح قلبك ، وصدق طلبك
** 137
لك قدر عظيم عند ربك لو تعلم !
إنما خلق الدنيا والآخرة من أجلك :
الدنيا لتتزود منها لرحلتك ،
والآخرة لتستوطن فيها وتنعم بخيراتها
غير أنك جعلت الدنيا دار لهو ولعب ونسيان !
فلم تجمع فيها زاد الرحلة ، فكيف ستلقى وجه ربك غداً ؟
** 138
لا تجزع من ذنب جرى عليك ،
فرب زلة أورثت عزا عند الله تعالى
وما لم يقع سهم في مقتل فالعلاج سهل .
جدد التوبة دائماً ..
وأكثر من العمل الصالح بعد كل ذنب تقع فيه .
** 139
حكم المنية في البرية جارِ ** ما هذه الدنيا بدار قرارِ
جُبلتْ على كدرٍ وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والأكدارِ
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما ** أعماركم سفراً من الأسفارِ
** 140
ابكِ على نفسك ، قبل أن يُبكى عليك !
وصلَ قبل أن يُصلى عليك !
وتفكر في سهمِ الموت ، وقد صُوّب إليك
ولن تنجو منه ، إما اليوم أو غداً !
والعاقل من تهيأ للسفر واستعد بالزاد !
= =
والبقية تأتي بعون الله ..دعواتكم المباركة
بو عبد الرحمن