رسائل قصيرة ( 12 )
** 121
من اجتهد وجدّ .. وجَدْ
وليس من سهر ، كمن رقدْ !
والفضائل تحتاج إلى وثبة أسدْ ،
فلا تتثعلب ، فإنكَ مكشوف !
وهل تخفى عليه خافية !؟
** 122
كيف ينال المعالي من آوى إلى ظل الكسل !
وكيف يحصل على النجاح ، من آثر النوم !
وكيف يطمع في جنة عرضها السماوات والأرض
من أسلم نفسه هواها ، ولم يجاهدها من أجل الله !؟
( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
فإن الجنة هي المأوى )
** 123
العمر ينقضي ، والحياة تطوى
والناس في بحر شهواتهم ،
وأهل الله في جمع زادهم !
ولم يبق إلا القليل ، وإذا الجميع موقوفون للحساب !
ويومئذ يعض الظالم على يديه يصيح وينوح :
يا ليتني ..يا ليتني !!!
** 124
قف بالقبور وصح بأهلها :
ما تتمنون يا أهل هذه الديار ؟
فوالله لو أجابوك لقالوا :
نتمنى أن نعود إلى الدنيا لنسجد لله سجدة
أو لنسبح لله تسبيحة ..
لقد عرفوا قيمة هذا بعد فوات الأوان !
فإن كنت فطناً لبيباً فافهم واتعظ !
** 125
احذر أن تكون أفعالك ، كالأفعى لك !
وإياك أن تمسي أقوالك .. للشر أقوى لك !
وعليك بالتقوى ،
فإن التقوى هي السلاح الأقوى .
** 126
المغناطيس يجذب الحديد بخاصية فيه
والقلوب المريضة منجذبة للشهوات
لعلة دفينة فيها ..
فإن تحررت منها ،
تسامت على ما كانت منجذبة إليه !
أضيء ظلام قلبك ، بدمعة في جوف ليل .
** 127
كم ذا أقول ولا تسمع !
كم ذا أصيح ولا تفهم !
كم ذا أنادي ولا تعي !
فهل تنتظر إلا موتاً محققا يفجؤك !
زر القبور ، وقف بها ساعة ، لعل قلبك يفيق من سكرته!
** 128
ويحك أي قدر للدنيا حتى تسقط نفسك عليها !
شهواتها جيف ملقاة على قارعة الطريق
وزينتها دليل قبحها ، فالجميلة بطبعها لا تتزين !
وحلالها حساب ، وحرامها عقاب ،
وعمرها أقصر من عمر ذبابة !
وبناؤها أوهى من بيت عنكبوت !
ولكن عمي القلوب لا يرون ولا يعون !!
** 129
أقبل التائب وكله كدر ،
فلما دنا من الصفا صفا ،
كان ماء قلبه لما جنى ، ملحاً آجنا ،
فلما تلقاه النذير بالعذاب ، عَذُبَ وطاب !
فالتائب حبيب الله ، به يفرح وله أعد نعيما لا يصفه البيان .
** 130
نزلوا جبال تهامةَ فلأجلهم ** يهوى الفؤاد تهامةَ وجبالها
يا صاحبيّ قفا عليّ بقدر ما ** أسقي بواكف عبرتي أطلالها
تذكر الشاعر الأحبة فبكى ،،
فهلا تذكرتَ ذنوبكَ وبكيت !؟
= = =
والبقية تأتي بعون الله ..دعواتكم الطيبة المباركة
كتبها بو عبدالرحمن