كيفية صلاة التهجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بمناسبة الشهر الكريم و حرصنا على أداء الطاعات و الإكثار من النوافل و الدعاء لأن دعاء الصائم لا يرد أحب أفصل كيفية أداء و فضل صلاة التهجد (قيام الليل ) حتى يعم علينا الثواب جميعا.
و هناك فرقا بين صلاة التهجد و قيام رمضان (التراويح ) و كلاهما بعد صلاة العشاء.
1- فضل قيام الليل:
- أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم فقال: " و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا".
- مدح الله تعالى من يصليها و جعله من عباده الأبرار فقال:" و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ، و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، و الذين يبيتون لربهم سجدا و قياما".
- شهد الله تعالى لمن يصليها بالإيمان بآياته فقال:" إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا و سبحوا بحمد ربهم و هم لا يستكبرون ، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون ، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون".
- نفى الله تعالى التسوية بين من يصليها و بين غيرهم:" أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه.قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب".
- قال سلمان الفارسي:قال رسول الله (ص): " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، و مقربة لكم إلى ربكم ، و مكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ، و مطردة للداء عن الجسد".
- قال سهل بن سعد :جاء جبريل إلى النبي(ص) فقال: " يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، و أعمل ما شئت فإنك مجزي به ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه ، و أعلم أن شرف المؤمن قيام الليل و عزه استغناؤه عن الناس".
2- كيفية صلاة التهجد:
-النية عند النوم .فعن أبي الدرداء أن النبي(ص) قال : " من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى ، و كان نومه صدقة عليه من ربه".رواه النسائي وابن ماجه بسند صحيح.
-عند الاستيقاظ يتسوك المؤمن و ينظر في السماء ثم يدعو بما جاء عن رسول الله ( ًص )فيقول :
" لا إله إلا أنت سبحانك ، أستغفرك لذنبي و أسألك رحمتك ، اللهم زدني علما و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنكم أنت الوهاب. الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور ".
ثم نقرأ العشر آيات الأواخر من سورة (آل عمران ) من 189 – 200 (فيهم دعاء حلو جدا )
ثم نقول هذا الدعاء" اللهم لك الحمد ، أنت نور السماوات و الأرض ومن فيهن ، و لك الحمد ، أنت قيم السماوات و الأرض و من فيهن ، ولك الحمد ، أنت الحق ، و وعدك حق ، و لقاؤك حق ، و الجنة حق. اللهم لك أسلمت ، و بك آمنت ، و عليك توكلت ، و إليك أنبت ، و بك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فأغفر لي ما قدمت و ما أخرت ، ما أسررت و ما أعلنت ، أنت الله لا إله إلا أنت".
-تفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين ثم نصلي بعدها ما شئنا و نأخذ ثواب أكثر لو أيقظنا أهل البيت مثلما كان يفعل الرسول.و لا نشق على أنفسنا بعدد معين من الركعات .
3- أفضل أوقاتها :تجوز في أول الليل و و سطه و آخره ما دامت الصلاة بعد صلاة العشاء و لكن الأفضل تأخيرها إلى الثلث الأخير من الليل.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال :" ينزل ربنا عز و جل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : " من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له".رواه الجماعة.
-عن عمر بن عبسة قال : سمعت النبي (ص) يقول " أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الأخير فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الحاكم و قال : على شرط مسلم ، والترمذي و قال : حسن صحيح ، و رواه أيضا النسائي و ابن خزيمه.
- عن عبد الله بن عمرو أن النبي ( ص) قال : " أحب الصيام إلى الله صيام داود ، و أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ، و يقوم ثلثه ، و ينام سدسه ، و كان يصوم يوما و يفطر يوما " رواه الجماعة إلا الترمذي.
4- عدد ركعاتها:
ليس لها عدد معين فهي تتحقق و لو بركعة الوتر بعد صلاة العشاء ويفضل المواظبة عليها و كان النبي يواظب على إحدى عشر ركعة ويوتر بسجدة.
و صلي اللهم على سيدنا و نبينا محمد و سلم تسليما كثيرا
المصدر : كتاب فقه السنة الجزء الأول للشيخ السيد سابق