لأجـلك ِ سيـَّدتي
مدخل :: {
في المسـاء ,
يطل من خبائه ِ القمر ,
كمـا تطل ّ من خدرهـا العذراء .
سيّدتي ,
أتذكرين َ حروبنا وقت َ العشــاء ؟
حين َ قاتلنا الهـواء ؟
حين َ شرّعنا العداء؟
أتذكرين َ تبادل َ الأدوار ِ,
تسـلق َ الأسوار ِ وتلاوة َ الاشعار؟
وحين َ كنت ُ أطاردك ِ,
كقسورة ٍ تطارد ُ الظباء؟
سيّدتي ..
كنا نختلق الحروب َ - في الماضي -
ونستهوي الغـَباء ..
يا ليت َ شعري ما سرّ العـَداء ؟
ما رأيك ِ ؟
عنّي أراها رغبة َ البقاء ..
فالحرب ُ توحّد ُ الجيوش َ ,
تجمعهــا في ذات ِ الفـِناء !
وهكذا اردنا ,
أن نبقى معا ً ..
سيّدتي ,
ألست ُ أبرع ُ فك ّ الرموز ِ ؟
صارحيني ,
اتركي عنك ِ المـراء .
سيدتي ,
أتذكرين َ حين َ كنّا نتقاتل ُ على الألوان ؟
كأطفال ٍ مدللينَ ,
- لي َ الأبيض ُ !
- بل لي ..
فآخذ ُ أنا الأبيض ,
فالأبيض ً لون ً فستاني ,
لون ُ زهر ِ الأقحوان .
حينها ,
كنت ِ تكتفين َ بنظرة ِ المهزوم ِ ,
وتستسلمين َ للبكاء .
سيدتي ..
أتذكرين َ حين َ ارتديت ِ فستانا ً ,
كفستاني!
" حاذري أن تدوسي فستاني َ الأبيض,
للتوِّ كويته ,
علمتني والدتي "
ورمقتني بنظرة ٍ يشوبها الدهاء .
فلتعيدي فستاني يا محتالة .
سيدتي ,
من حدائق الورق ,
صنعت ُ مراكب السلوان ,
منها صنعت ُ لي جيشا ً ,
وشيّدت ُ الصياصي والقلاع ,
وأقمت ُ لي سدّا ,
فالانتصار ُ لم يَعُد يُـشرى ,
لا يُباع ..
قد تسألين َ - لم َ الورق ؟
لأنّ الورق من دفاتر الايام ,
من دعائم البركان,
لان الورق يحترق ,
فتزول معه الحكايا والآثام..
لأنّ الرماد َ يذوبُ ,
ويجاور ُ الفناء ,
وهكذا أريد ُ ..
أن أبعث َ بالجند ِ ليحتضر ,
وبالورق ِ لينتحر ,
جبناء ُ كنّا نخشى الإبتداء .
سيدتي ,
أحاول ُ السـفر ,
أحاول ُ السفر َ والمضيّ في دفاتر ِ الأيام ,
والحزن ُ سيّدتي قد ألف َ العناء ,
والجراح ُ تلتهب ُ كنيران ِ المجوس ِ ,
تنزف ُ ..
بلا دمـاء .
والدمع ُ سيدتي يثور كالطوفان ِ
يـُغالب ُ الجفاء ,
والنجوم ُ حاسرات ُ الرأس ِ قد خرّجتها مدارس ُ الفداء ,
وخيمتي الصغيرة ..
تعانق ُ المطر ..
أو ليس َ في مهبّ الريح ِ تنتصب ُ سارية ُ الإباء؟
سيّدتي ,
هاك ِ انظريني ,
أحمل ُ حقائب َ الملل ِ والإنتظار ,
أبحث ُ عن أمل ٍ يجدّ ويسعى ,
يـُحاكي حرفة َ النمل ,
على ضفاف ِ ردهة ِ قلبي ,
أنتظر ُ أوبة َ الضياء .
كما يرقب ُ الجمر ُ عودة َ الرّواء ,
كمـا تحنّ للقطر ِ الرّميـضـاء.
علّ حين َ يأتي الفجـرُ,
يعودُ طيري للغناء ..
مخـرج ::{
لكم تأخرَ الوقت سيدتي ,
اعريني ,
لكن ..
حتى للوقت ِ , هناك َ انقضاء
مرسلة بواسطة فراشة