عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-08-17, 6:52 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي لأجـلك ِ سيـَّدتي
لأجـلك ِ سيـَّدتي







مدخل :: {

في المسـاء ,

يطل من خبائه ِ القمر ,

كمـا تطل ّ من خدرهـا العذراء .




سيّدتي ,

أتذكرين َ حروبنا وقت َ العشــاء ؟

حين َ قاتلنا الهـواء ؟

حين َ شرّعنا العداء؟

أتذكرين َ تبادل َ الأدوار ِ,

تسـلق َ الأسوار ِ وتلاوة َ الاشعار؟

وحين َ كنت ُ أطاردك ِ,
كقسورة ٍ تطارد ُ الظباء؟



سيّدتي ..

كنا نختلق الحروب َ - في الماضي -

ونستهوي الغـَباء ..

يا ليت َ شعري ما سرّ العـَداء ؟

ما رأيك ِ ؟

عنّي أراها رغبة َ البقاء ..

فالحرب ُ توحّد ُ الجيوش َ ,

تجمعهــا في ذات ِ الفـِناء !

وهكذا اردنا ,

أن نبقى معا ً ..

سيّدتي ,

ألست ُ أبرع ُ فك ّ الرموز ِ ؟

صارحيني ,

اتركي عنك ِ المـراء .


سيدتي ,

أتذكرين َ حين َ كنّا نتقاتل ُ على الألوان ؟

كأطفال ٍ مدللينَ ,

- لي َ الأبيض ُ !

- بل لي ..

فآخذ ُ أنا الأبيض ,

فالأبيض ً لون ً فستاني ,

لون ُ زهر ِ الأقحوان .

حينها ,

كنت ِ تكتفين َ بنظرة ِ المهزوم ِ ,

وتستسلمين َ للبكاء .


سيدتي ..

أتذكرين َ حين َ ارتديت ِ فستانا ً ,

كفستاني!

" حاذري أن تدوسي فستاني َ الأبيض,

للتوِّ كويته ,

علمتني والدتي "

ورمقتني بنظرة ٍ يشوبها الدهاء .

فلتعيدي فستاني يا محتالة .


سيدتي ,

من حدائق الورق ,

صنعت ُ مراكب السلوان ,

منها صنعت ُ لي جيشا ً ,

وشيّدت ُ الصياصي والقلاع ,

وأقمت ُ لي سدّا ,

فالانتصار ُ لم يَعُد يُـشرى ,

لا يُباع ..

قد تسألين َ - لم َ الورق ؟

لأنّ الورق من دفاتر الايام ,

من دعائم البركان,

لان الورق يحترق ,

فتزول معه الحكايا والآثام..

لأنّ الرماد َ يذوبُ ,

ويجاور ُ الفناء ,

وهكذا أريد ُ ..

أن أبعث َ بالجند ِ ليحتضر ,

وبالورق ِ لينتحر ,

جبناء ُ كنّا نخشى الإبتداء .


سيدتي ,

أحاول ُ السـفر ,

أحاول ُ السفر َ والمضيّ في دفاتر ِ الأيام ,

والحزن ُ سيّدتي قد ألف َ العناء ,

والجراح ُ تلتهب ُ كنيران ِ المجوس ِ ,

تنزف ُ ..

بلا دمـاء .

والدمع ُ سيدتي يثور كالطوفان ِ

يـُغالب ُ الجفاء ,

والنجوم ُ حاسرات ُ الرأس ِ قد خرّجتها مدارس ُ الفداء ,

وخيمتي الصغيرة ..

تعانق ُ المطر ..

أو ليس َ في مهبّ الريح ِ تنتصب ُ سارية ُ الإباء؟


سيّدتي ,

هاك ِ انظريني ,

أحمل ُ حقائب َ الملل ِ والإنتظار ,

أبحث ُ عن أمل ٍ يجدّ ويسعى ,

يـُحاكي حرفة َ النمل ,

على ضفاف ِ ردهة ِ قلبي ,

أنتظر ُ أوبة َ الضياء .

كما يرقب ُ الجمر ُ عودة َ الرّواء ,

كمـا تحنّ للقطر ِ الرّميـضـاء.

علّ حين َ يأتي الفجـرُ,

يعودُ طيري للغناء ..




مخـرج ::{
لكم تأخرَ الوقت سيدتي ,
اعريني ,


لكن ..


حتى للوقت ِ , هناك َ انقضاء

مرسلة بواسطة فراشة