بسم الله الرحمن الرحيم ..
كانت معركة حطين من معارك التاريخ الحاسمة
انتصر فيها المسلمون انتصاراً هائلاً ومذهلاً ..
في ذلك اليوم كان صلاح الدين بين قادته وجنوده، يرغبهم في الجهاد في سبيل الله
ويكبّر فيكبرون وراءه ، بأصوات كأنها الرعود القاصفة ....
وفي أثناء المعركة أمر صلاح الدين أحد العلماء أن يقرأ عليه بعض أحاديث صحيح البخاري،
وقال : أنا أول من قرأ الحديث بين الصفين ..!!
أراد أن يطلب العلم وهو بين الصفين،
وأن يقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على تلك الحال ..
وبعد الانتصار خطب خطبة عظيمة ، وقال :
أيها الناس هذا يوم من أيام الله لا ينبغي فيه البغي ولا الفخر، اسجدوا لله شاكرين ..
وأمرهم أن يلتزموا التقوى ، وأن يتحروا أمر الله تعالى فيمتثلوه ، ونهي الله تعالى فيجتنبوه..
وكان هذا يوماً من أيام الله حقا،
حتى أن بعضهم رأى بعض الفلاحين يأسر نيفاً وثلاثين أسيراً من فرسان الروم !!
ويربطهم في حبل خيمة... !
لم يجد شيئاً ليربط الأسرى فربطهم في حبل خيمة ..!!
كذا وثلاثين أسيراً، وسيّرهم كالأغنام حوله ..!!
وفدا بعض هؤلاء الأسرى نفسه من هذا الفلاح بنعله !!
لم يكن مع هذا الفلاح نعل يلبسه ، فأخذ من الأسير نعله فداء وتركه..!
يعني كان الواحد لا يساوي نعلاً، هكذا كان هذا اليوم يوماً من أيام الله المشهودة .!!
= =
وبعد ...!!
فما أكثر الصفحات المشرقة المبهرة من تاريخنا الرائع ... مجهولة !!
يراد لنا أن نجهل تاريخنا ... ونلبس ثوبا على غير مقاسنا !!
ونصبح مشوهين ممسوخين ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..!!
ومن ثم فعلينا أن ننفض الغبار عن تلك الصفحات المشرقة الوضيئة
ونذكر أنفسنا بها ، ونذكر الآخرين بها ، ونربي أبناءنا عليها ..
كتبها بو عبدالرحمن