خواطر العمرة 4
**
كلما اشتد المرض احتاج الإنسان معها إلى فترة علاج أطول،
وتركيز أكبر ، وعمليات قد تكون أصعب .. ونحو هذا ..
وما يقال في أمراض البدن ينسحب على معنويات الإنسان ،
ولكن أكثر الخلق يعتنون بأبدانهم ولا يبالون بأمراض قلوبهم ،
مع أن أمراض القلوب ، أشد فتكاً بحياة الإنسان..!
**
لا يعقل أن ننتظر جني العسل ، وقد زرعنا العلقم..!
ما تزرعه تجنيه ولابد ..!
**
صنع الإنسان الآلات لتخدمه ، وتتيسر بها أموره ، غير أنه أمسى عبداً لها !!
**
تلد الليالي العجائب تتلوها عجائب ، وتتوالد الفتن بشكل مذهل ..
ولا أرى ذلك إلا إيذاناً بأن نهاية العالم توشك أن تبدأ ..!
**
على ورقة الورد تنساب قطرة الندى ، كأنما هي دمعة على خد محب ..!
مشهد يجعل لسانك يدور بالتسبيح بلا كلفة ..
**
كما يلوح شعاع الفجر البديع ، ليزف إلى الدنيا تباشير الصباح ، ثم يفيض النور، وتهتز الحياة بالحياة !
كذلك شأن القرآن الكريم ، إذا أحسنت الإقبال عليه بكلية قلبك وعقلك..!
آيات تعالج القلوب ،وتزكي النفوس ، وآيات تزهد في الدنيا وتحقر شهواتها ، وآيات تحبب في الآخرة ، وتشوق إلى الجنة ، وآيات تسمو بالعقل ، وآيات تعرج بالروح طبقا بعد طبق.. !
فالمحروم من أدار ظهره لهذا الكتاب ،وانشغل بتفاهات الحياة من حوله ، استبدل الذي هو أدنى بالذى هو خير ..!
**
عشاق الصور المادية ، الذين يسقطون أنفسهم عليها ، ويعكفون عليها ليل نهار ، هؤلاء أقرب إلى البهيمية ..!
كلا ،، بل البهيمة أرقى وأسمى ، لأنها تعرف حدود ما خلقت له ..!
**
التربية النفسية : صلة قوية بالله سبحانه ..
التربية العقلية : استثمار نعم الله تعالى والتفكر فيها ، لأداء واجب شكرها ..
التربية السلوكية في قمتها : أن تتحقق بمقام الإحسان ..!
**
المؤمن الحق لا يستسلم للمخاوف التي يبثها أهل الشر وجنود الباطل من حوله ،
بل يتلقاها بقلب ثابت مطمئن ، ويقين بالله أنه لن يضيعه ..
**
أصيبت العلاقات في مقاتل كثيرة ، تقطعت الصلات ، ونسفت الجسور ، واتسعت الهوة بين الجار وجاره ، وبين الإنسان وأرحامه .. إلا من رحم الله ..
تلك من علامات الساعة .التي تقول لك بلسان عربي مبين : تهيأ لنقلة إن كنت ذا لب !
**
أكثر الخلق يبدو أنهم سيقادون إلى بوابات جهنم، وهم مسلسلون بأغلال الشهوة، التي كانوا يتعبدونها من دون الله ، ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ؟!..!!
**
أعداء الأمة يسعون _مكر الليل والنهار_ إلى تجفيف العقول والقلوب،
ليتم تجفيف هذا الإنسان نفسه بعد ذلك، كي يكون حطباً لنار وقودها الناس والحجارة...!
ويومئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون ..
**
الصلاة فرح روحي بلقاء ملك الملوك الذي ليس مثله شيء ، وهو السميع البصير ، ومن ثم فإن في الصلاة شحنة وقود للقلب الحي ، وفيها لهفة روح إلى عطاء الله وكرمه .. ومن لم يتلذذ بصلاته ، فما صلى ..!
**
حين يشتد المرض بإنسان ، تبدو الدنيا في عينيه غير جميلة ، بل هي سمجة غير مشتهاه ، لا يرغب في شيء منها ..
فكيف يمكن أن تصبح في عين إنسان يحتضر ..!!؟
السؤال :هل تستطيع أن تتصور نفسك في لحظة احتضارك ، وروحك تتحشرج ؟ هل تستطيع أن تتصور : كيف سترى الدنيا في تلك اللحظة !؟؟
تلك هي حقيقتها ، وما تراه اليوم فيها ، ليس سوى زينة على الوجه القبيح لها !
**
إنك تعيش سعيداً على قدر ما يكون قلبك أخضر !
ولن يكون قلبك أخضر مورق ، إلا إذا كان يسقى بماء محبة الله ..
أو قل : إذا لمست حرارة النور قلبك.. اهتز بالاخضرار ولابد..!
كتبها بو عبدالرحمن