من المنطق والمفروض أن تكون البطالة موجودة في الدول المتقدمة لا في الدول النامية؛ لأن المتقدم بنى بلده، والشوارع خُطِّطَت والبيوت بُنيت والمصانع أنشِئت وعملت، فمن المفترض بعد كل ذلك ألا تجد عملا، أما الأمة التي تريد نهضة فمن المفترض ألا تنام الليل وألا يكون عندها لحظة ضائعة.
ولكن لم حدث العكس؟ لأن أهل الدول المتقدمة يحبون العمل، وعرفوا ثمار العمل وهم يبنون بلادهم، السعادة والنجاح والقوة، وهو الآن يعمل الأعمال التي نعملها لبلادنا، استخدمت الدول الأروبية في مرحلة البناء رجالا من الجزائر والمغرب وتركيا وباكستان والهند ليساعدوهم في الوظائف التي فاضت عن الناس وأعطوهم الجنسيات، هم نفسهم دول الـ 26 مليون مسلم الموجودين في أوروبا الغربية اليوم.
يجب أن نرجع كل الوظائف التي صدرناها للخارج في أسرع وقت ممكن، معنى شراؤك لمنتج صيني أن شخصا صنعه في الخارج في الصين، يعني أنك وظّفتَ الصيني، وبالتالي فهي بطالة.
فِلم رحلة قميص
يجب أن نعيد قدر ما نستطيع من الأموال التي تخرج ولا تعود؛ لكي نستعملها في تنمية المشروعات وإيجاد فرص عمل جديدة، فالأموال خرجت من عندك لدفع مرتب الصيني الذي عمل في الخارج، كالنزيف وضخ الدم خارج القلب، ثم يتصرف داخل بلادنا؛ لأن الذي اشتريت منه اليوم سيصرف الأموال التي أخذها منك داخل بلدك، فتخلق وظائف جديدة وينمو السوق وتزيد الثروة، كالدم في جسمك، يوزع الغذاء على كل الأعضاء، لكن لو حدث عندك نزيف فسيخرج دون رجعة، والأموال التي تخرج لا تعود، وبعد قليل وبسبب النزيف يصفرّ وجهك وتضعف ركبتاك وتفقد الوعي فتبحث عن أحد لينقل إليك الدم.
قصة الشاب الطبيب والبلاستر وإلم تنتجوه كله، أبذل ما تستطيع ليبقى آخر قرش في بلادنا
مشروعنا هو الصناعات الصغيرة، هذه بداية النهضة، نريد شابا ينحت الصخر، يقدس قيمة العمل، يفكر ويتعب ويشتغل ويصبر وينوي التحرك ويتوكل على الله.
قصة رجل مصري بسيط كان يعيش في إنجلترا يعمل في فندق في مكان الاستقبال، سمع مرة أن مدير المشتريات في الفندق يشتكي من أسعار مفارش الطاولات الباهظة في إنجلترا، فراح يقترح عليهم أن يجلب لهم مفارش من مصر بسعر قليل جدا، نزل مصر واشترى المفارش، أعجبتهم جدا، لكن بعد عدة مرات صارت -للأسف بسبب عدم الإتقان- المفارش هرئة وبها الكثير من العيوب، فرجع إلى مصر وفتح محلا صغيرا بـ ثلاثة آلاف جنيه وصنع المفارش، وأصبح هذا الرجل يتعاقد مع جميع مستشفيات بريطانيا ليورّدها المفارش، المفارش
الموجودة الآن في محل هاروذ -أشهر محل في بريطانيا الذي تشتري منه الملكة- صنعت في مصر بمعرفة هذا الرجل، وصارت قيمة مصنعه الآن 6 مليون دولار.
اعملوا أيها الشباب استيقظوا وتنشطوا، توكلوا على الله، هؤلاء نجحوا بأشياء بسيطة جدا.