لو طلب مني ان اشبه هذه الدنيا التي نعيش فيها,بما فيها من البشر,لشبهتها بكيس من القمح المثقوب الذي كلما اهتز او تحرك من مكانه انتثرت منه الحبات فاختلط بالتراب....
والجاهل منا هو الذي يتحسر على فقدانها لانه لابد ان يأتي الدور عليه,فيقع على الارض,مثل حبة القمح,ويختلط بالتراب....ومن ثم ينتهي دوره من الحياة.....ولو نظرنا لدنيانا لوجدناها تافهه لاتستحق مانجري وراءه لاهثين....والعاقل هو الذي يخرج منها بشيء لآخرته وكلما استطاع زاد ايمانا.
وصدق من قال....لاتركن الى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولاتحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولاتتعلق فيها الا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه,لان الدنيا زائله وهناك دار البقاء والخلود...ولا تشتغل فيها الا بما يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله.
وقال الشاعر:
ان لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافو الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
انها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الاعمال فيها سفنا
منقول