عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2008-08-06, 6:19 AM
إيماض البرق
عضو موقف من قبل إدارة المنتدى
رقم العضوية : 51345
تاريخ التسجيل : 29 - 4 - 2008
عدد المشاركات : 641

غير متواجد
 
افتراضي
أسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين

وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه

الموت أعظم مصيبة يقول الله ( فأصابتكم مصيبة الموت)

وكل غائب ينتظر إلا من كان سبب غيابه الموت

وقد ذكرني موضعك وبوحك ونوحك أختي شيفاء

ذكرني بخمسة من الإخوة فقدتهم في عام واحد

أسأل الله يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة

لكنني قررت أن لا أبكي عليهم ولا أنوح

بل قررت كلما تذكرتهم أن أعمل أمورا منها :

1- الدعاء لهم

2- الصدقة عنهم

3- أن أعمل وأبادر بالطاعات قبل أن يحل بي ما حل بهم فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل

4- أن أحسن إلى الإخوة الموجودين على قيد الحياة وأدعوهم إلى ما ينفعهم .

5- أن لا أغتر بالحياة والصحة وأنشغل في الملاهي والملذات وإذا وقعت في شيء من ذلك أرجع عندما أتذكر

6- أتذكر مصيبة وفاجعة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

لذلك هذه رسالتي لك أختي شيفاء

ولكل من فقد محبوب

إذا أصابتك مصيبة فتذكر مصيبة بوفاة النبي عليه الصلاة السلام

فهي أعظم مصيبة

كيف لا وبوفاته انقطع الوحي عن الأرض

كيف لا وهو سيد الثقلين

كيف لا وهو المبعوث رحمة للعالمين

كيف لا هو خاتم الأنبياء والمرسلين

يقول حسان بن ثابت

وما فقد الماضون مثل محمد = ولا مثله حتى القيامة يفقدُ

إنني أفكر لو كنت مكان ذلك الميت وتركت أحبابي بعدي

ما الذي أريده منهم

هل أريد منهم البكاء والعويل ؟؟؟

كلا والله

أريد منهم الدعاء والصدقة في كل لحظة وكل حين

أريد أن أقول لهم اعملوا ولا تغتروا بالدنيا

ولا تبكوا علي ابكوا على أنفسكم

فقد جاء في الحديث ( أن الميت إذا كان على نعشة وهو من أهل الجنة ورأى أهله يبكون عليه قال لهم :

ولو أنكم تعقلون لبكيتم على أنفسكم )


أيها الأخت وأيها الاخوة والأخوات

إن الاحتباس في المستقبل وتذكر الماضي والعيش فيه مرض لا يعالجه إلا تعلق المرء بمستقبل يطمع في الوصول إليه

على سلم من الحاضر

فالماضي هو الآلام والأحزان التي مرت بالإنسان

والمستقبل هو الأمل في دخول الجنة ورؤية وجه الله واللقاء برسل الله وأفضل خلق الله ولقاء من فقدناهم في الدنيا

وأما السلم الذي نرقي عليه في الحاضر فهو فرصة عمل الصالحات


وسوف أذكركم هنا بقصة رائعة

قصة مبكية مفرحة

قصة لواحدة من الصابرات من أفضل الصابرات

بل قصة لامرأة عجب الله من صنيعها

ليس كذلك فحسب

بل رزقت بسبب ذلك بأن أخرج الله من ذريتها

من يسمون بالفقهاء السبعة الذين كانوا في عهد التابعين

إنها صحابية جليلة وزوجها صحابي جليل

كان لها ولدا مريضا وكانت تمرضه قبل موته حتى مات

عندما مات كان زوجها في عمله

عاد من العمل في الليل سألها عن الولد

فقالت له ( سكنت أنفاسه )

فظن أنها تعني نام وهي تعني مات

بل والأكثر من ذلك تهيأت لزوجها وباتت مع زوجها ومكنته من نفسها دون إشعاره بشيء مما جرى

وفي الصباح أخبرته الخبر

فسألها لماذا لم تخبريني عندما عدت ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

فأخبرته بإنها إرادت بذلك رضا الله

وقالت له بأنه عاد من عمله متعبا مجهدا والمسلمون كذلك عادوا من أعمالهم

ولم ترد أن تزيد عليهم مشقة بدفن الصبي الميت إلا بعد أن يستيقظوا من نومهم

فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله من صنيعها ودعا لها

اللهم إنا نسألك أن تفرغ علينا صبرا وتثبتنا عند كل مصيبة

واللهم فقنا لما تحب وترضى

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين