عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2008-07-27, 11:25 AM
إيماض البرق
عضو موقف من قبل إدارة المنتدى
رقم العضوية : 51345
تاريخ التسجيل : 29 - 4 - 2008
عدد المشاركات : 641

غير متواجد
 
افتراضي
يتطاولونَ.. وأنتَ أنتَ المُجتبَى
مصطفى قاسم عباس


قلبي بحبِّ المصطفى قد هامَا =والعينُ تذرفُ دمعَها االسَّجَّاما
والشعرُ يَرقى في السماءِ محلِّقاً =ويجاوزُ الأفلاكَ والأجراما
إنْ كانَ مدحًا للنبيِّ محمدٍ =مَن فاقَ كلَّ العالمينَ مقاما
كان الضلالُ على العقولِ مخيِّماً =والجاهليَّةُ عَربدتْ أيَّاما
يَسْطُو القويُّ على الضَّعيفِ، كأنّهمْ= في غابةٍ لا تعرفُ استرحاما
وشِعارُهم عصبيةٌ قَبلية =أَكلوا الحرامَ وقطَّعوا الأرحاما
والظلمُ يَطغى، والرِّبا مُتحكِّمٌ =تَمضي الليالي والجميعُ نَدامى
ووَليدةٌ تحتَ الثَّرى مَوْءُودَةٌ =ما ذَنبُها؟ لَمْ ترتكبْ آثاما
وعقائدٌ فسدتْ فذاكَ إلهُهُ =حجرٌ، وذاك يقدِّسُ الأصناما!
فبُعثتَ يا مختارُ فيهمْ رحمةً= ومَحقتَ مِن أذهانِهمْ أَوهاما
وَهَدَمتَ أركانَ الضلالِ وبغيَها =وبَنيتَ صرحاً للهدايةِ قاما
وأتيتَ بالدينِ الحنيفِ مُشرِّعا= فنشرتَ بينَ رُبوعِنا الإسلاما
أمضيتَ عُمْركَ للمحبةِ داعياً =وأقمتَ بين العالمينَ سلاما
ما كنتَ فظًّا، لا، ولا متكبرًا= لا حاقداً، لا مبغضاً نمَّاما
كنتَ الأمينَ الصادقَ الوعدِ الذي= يُمضي الليالي بالصلاةِ قياما
كنتَ الصبورَ على المآسي كلِّها =وحُنَينُ تشهدُ كيفَ كنتَ حُساما
ومضيتَ تدعو للإلهِ بحكمةٍ =كمْ أنقذتْ مِن نارهِ أقواما
يا سيِّدي ماذا أقولُ وها هُمُ =رسَموا الرسومَ وأَجرمُوا إجراما؟
يتطاولونَ.. وأنتَ أنت المجتَبى =أعلاكَ ربُّكَ في الكتابِ مقاما
وكفاك شرَّ الهُزءِ مَهما حاوَلوا =خَسِئوا وظلُّوا في الوَرى أقزاما
فالبدرُ وَضَّاءٌ برغمِ أُنوفهمْ =إنْ حاوَلوا أن يُلبسُوه ظلاما
يا سيّدي.. والبعضُ أمسى لُعبةً =للغربِ، بل أمسى يُحلُّ حرَاما
شرِبوا من الذلِّ المُهينِ وما ارتوَوا =كالطفلِ شبَّ ولنْ يُطيقَ فِطاما
هيّا استفيقوا فالعدوُّ أمامكمْ =مالي أراكم غافلينَ نياما؟!
وعدوُّكمْ ذئبٌ تلثَّم ماكراً =فأميطوا عن وجه العدوِّ لِثاما
فالغربُ يدعو للسلامِ تملُّقًا =فعلامَ تدميرُ العراقِ عَلاما؟
قَتلوا الطفولةَ، والعذارى تشتكي =حتّامَ يُهتكُ عِرضُها؟ حتّاما؟
فلتنظروا بغدادُ ينزفُ جُرحُها =وعيونُ غزةَ تشتكي الأوراما
وإذا أردتمْ في الحديث زيادةً =فَسَلُوا الثكالى واسألوا الأيتاما
إن كان قتلُ الأبرياءِ سلامَهم =فالكلُّ يشهدُ: لا نريدُ سلاما
مِن ذا المكانِ إلى النبيِّ سَلامَنا =نُهدي، فبلِّغْ -يا نسيمُ- سَلاما
وعليهِ صلَّى اللهُ ما غَيثٌ هَمى= أو أمسكتْ يدُ كاتبٍ أقلاما
والآلِ والأصحاب صَحْبِ المصطفى= صاروا لأُمَّةِ سيِّدي أعلاما