عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-07-27, 2:35 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي قصة قصيرة وعبرة عظيمة ..
قصة قصيرة وعبرة عظيمة ..

- - - - - - - -

هذه قصةٌ مرت بي ذاتَ يوم أثناء قراءتي ، تأثرتُ بها غايةَ التأثر ،

وشعرتُ أنها هزّت كياني كله ، وحركت أوتاراً في الأعماق ..

وانتفعت بها كما لم انتفع بعشراتِ المحاضراتِ والدروس والموضوعات !!

وفي هذا وحده درس بليغ جداً :

أن ربّ كلمةٍ أو قصةٍ قد لا يلتفتُ إليها أكثر الخلق ،

يكونُ لها من الوقع في النفس ، والأثر في القلب ، ما لا يكون في غيرها ..

وها هي القصة بين يديك .. تأملها وأدرها على صفحة قلبك ،

وغذّ بها فكرك ، واسرحْ معها بروحك .. وتأمل أثرها فيك ..

- - -

روي أن فقيراً سألَ أحد الصالحين كسرةً يسد بها رمقه ،

فما كان من الرجل الصالح إلا أن بادر وأعطى الفقير ديناراً كاملاً !!!!!

فقيل له في ذلك .. يعاتبونه ..

فقال : إن كان هو لا يعرف قدر نفسه ، فلا أدع كرم نفسي !!



توقفتُ مع هذه القصة القصيرة ، التي لم تتجاوز اسطر أربعة ،

وظللتُ أدير فيها فكري ، ثم أخذت أتمتم :

سبحان الله !! هذا كرم مخلوق مع مخلوق ..!!

وإنما أراد الأول كسرةً فحسب ، ولعله لم يتطلع إلى أكثر من هذا .. !!

فأعطاه صاحبنا فوق ما طلب ، وربما فوق ما حلم به أصلاً !!

فكيف لو قرعنا باب المولى سبحانه في ضراعة وأدب ورجاء !!؟

كيف وبحر جوده يروي كل من يرده ؟؟!

كيف وهو سبحانه يستحي أن يرد كف عبده اذا رفعها إليه في ضراعة !!؟

كيف وهو يحب أن نلح عليه بالدعاء ، ليفيض علينا من خزائن كرمه !!؟



وبقيت أجول بقلبي مع هذه المعاني ، وسرحت روحي وسبحت ،

حتى ترقرقت عيني بالدموع ، ووجدت نفسي أناجي مولاي سبحانه :

اللهم إن هذا ( العبد ) أعطى عبداً من عبادك فوق ما طلب ،

وإني أطلب منك وألح عليك ، وأديم قرع بابك ،

وأنت الكريم العظيم المنان ، من ليس كمثلك شيء ،

ألح عليك ليلي ونهاري ، طالبا منك رضاك ، والدرجات العليا من الجنة ،

وظني بك أنك مبلغي ما طلبت ، فهل في الوجود من هو أكرم منك !؟

وظني بك أنك معيني على سلوك الطريق الموصل إلى ذلك ..

بل ظني بك أنك مبلغي فوق ما طلبته منك .. وما ذلك عليك بعزيز ..



اللهم لو لم ترد نيل ما أرجوه منك ، ما علمتني الطلبا ..!!!

ولا وفـقتني إلى هذه الوقفة مع هذه القصة لأهز بها قلبي إليك !

فلك الحمد حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملء سمواتك وأرضك وملء ما بينهما ..








كتبها بو عبدالرحمن