أخيتي الحبيبة .. تعاليّ نتعاتب .. (حوار محب )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسوله الهادي الأمين ..
.
.
.
تحيةٌ ذات عطرٍ أخّاذ .. لمن أحب .. و من أحب هو أنتن ..
و ما كان هذا الموضوع الذي يحمل عنوان (تعالي نتعاتب ) ..
إلا لأن العتب لا يكون إلا بين الأحباب و الأصحاب .. و اعلمن جيداً .. قول الشاعر ::
أعاتب من بقلبي يحلو عتابه .::. و أترك من لا أشتهي لا أعاتبه
و إن القلوب أخواتي .. كمضغة .. و إننا بشر .. عرضة للوجد و الحب و الشجن و البغضاء و الكره .. و مهما كان الإنسان فهناك خطر من إهمال هذا القلب .. و تركه عرضة لسهام الهلاك ..
أعاتب ذا المرية من صديقٍ .::. إذا ما رابني منه اجتناب
إذا ذهب العتاب فليس ودُ .::. و يبقى الودّ ما بقي العتابُ
و يقول أبو الدرداء : (معاتبة الأخ خيرٌ من فقده )
و من هذا الباب أخواتي .. و محاكاة لمحاضرة الشيخ إبراهيم الدويش صاحب هذه الفكرة .. كان هذا الموضوع .. ثمرة حب .. و همسات محب ..
و العتب بمعناه البسيط :هو طلب من المسيء الرجوع عن الإساءة و العتاب و العتب و المعاتبة ه مخاطبة الأخلاء يعضهم بعضاً طالبين سن مراجعتهم و مذاكرة ما كرهوه ..
و قد ورد العتب في السنة كما جاء في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلك إذا أراد أن يعاتب أحداً يقول (ما بال أقوام يفعلون كذا و كذا)
و من هنا كانت شروط العتاب :
1) عدم الإكثار .. فلا تعاتبي أختاً على كل صغيرة و كبيرة .. و قالوا
( الإكثار من العتاب داعية إلى الملال )
و يقول شاعر ::
و إذا كنت في كل الأمور معاتباً .::. صديقك لم تق الذي لا تعاتبه
2) الإنصاف .. فلا بد عند العتب ذكر المحاسن .. و من فوائده أن المتلقي سيتقبل العتاب بعد ذكر محاسنه بصورة أفضل .. و من الظلم ذكر المساوئ دون المحاسن ..
3) سلامة القصد .. أن يكون القصد من العتاب شريفاً لأجل تصحيح و توجيه وليس للتبع الزلات و العثرات و السقطات .. و هنا إن كان العتاب كما في الثانية .. كان بداية الشرارة و البغضاء ...
.
.
.
أخواتي بعد هذه المقدمة ..
سيكون الموضوع عبارة عن حوار بين أختين و سأمثل دور الأختين ..
كل واحدة ستقدم صورة من العتاب و المعاتبة و الصورة تحوي موضوع محدد .. و سترين ذلك ..
و لن أذكر اسم الأختين .. ولن أورد أي تلميحات .. لكن
1) انظري في نفسك و كوني صادقة معها فلربما كانت الصور كلها فيك و ربما بعضها و الاعتراف بالحق فضيلة و تشخيص المرض بداية العلاج .. و (بعون الله) و معاً نستطيع أن نتجاوز أخطاءنا ..
2) إذا لم تكن فيك شيئاً منها فأقل أن يكون لك صاحبة عزيزة فتوصلين لها عتابك ..
و لن أفصل كثيراً في الصور .. لأن المفهوم واضح ..
يوم قررنا أن نتعاتب ..
جلست حيث جلست بجانبي أختي ..
فهذه هي جلسة مصارحتنا ..
و ما كان هذا كله لولا نيتنا في الإصلاح ..
و ما كان هذا كله -أي العتب- لو لم أكن أحبها في الله ..
.
.
عندها ... !
بدأت الصور تتراءى أمام عيني ..
و إليكم ...
الصورة الأولى .. تتبع العثرات و السقطات !!
لماذا أصبحتِ تفرحين بسقطاتي و تتبعين عثراتي و تعدين ألفاظي و تحسبين عليّ أنفاسي ، و كأن شغلك الشاغل أصبح هو رصد زلاتي و تسجيل عليّ أخطائي ، أنسيت أنني بشر و أنني أخطئ و أصيب و أن لي نفس تغضب و ترضى ..
عجبتُ لمن يبكي على عيب غيره .::. دموعاً ولا يبكي على عيبه دما
و أعجبُ من هذا يرى عيب غيره .::. صغيراً و في عينيه من عيبه أعمى
و والله إني لا أبرؤ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء .. و مع ذلك فإني أجاهد نفسي .. فكوني عوناً لي عليها و لا تنسين أنك أنا و أنا أنتِ فأحبي لي ما تحبين لنفسك ..