السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرُّشد
ماذا طلب اصحاب الكهف من الله؟….
إنهم سألوا اللّه “الرُشد” دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين !!!,,
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]. «رشدًا».
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟!
طلبوا «الرشد» فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2].
وفي قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. «الرشد».
فما هو الرشد؟!
الرشد هو:
١- إصابة وجه الحقيقة. ٢- هو السداد. ٣- هو السير في الاتجاه الصحيح.
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرًا عظيمًا، و بوركت خطواتك. ولذلك يوصينا اللّه سبحانه وتعالى أن نردد دائمًا: {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} [الكهف: 24].
فبالرشد تختصر المراحل، و تختزل الكثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج، حين يكون اللّه لك «وليًا مرشدًا»[الكهف: 17].
وحين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرًا واحدًا وهو: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]. فقط «رُشدًا».
وعندما يهيأ المولى سبحانه وتعالى أسباب الرشد لنا، فإنه قد هيأ لنا أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
فاللّهمّ هيئ لنا من أمرِنا رشدًا.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لــ/المصلي.