[نورمـــان]

بسم الله الرحمن الرحيم



ماذا يفعل المرء عندما يقع في حب نجمة ظهرت ليلتين متتالتين ..ثم اختفت؟*


.
كانت تتوسد جدار النافذة بينما لسعات البرد التي لاترحم تتوالى كالدبابيس تقرع وجهها..
لكن ذلك لم يثنها عن انتظاره..
لحظات وتنضم إليها شقيقتها..التي راحت تحدثها عن أسطورة هذا النجم..الذي لايظهر إلا كل ٧٣ عاما..
حديث شقيقتها عنه كان ينساب عذباً أمام عينيها..
بينما هي تتخله يمخر عباب الظلمات ..ويشق طريقه بتؤدة في أطباق السماء ..
يرقبه الناس..وهو يرقبهم ويتأملهم..
يمر على بيوتهم بيتا بيتا..نافذة نافذة..روحا..روحا..
يعلم أنه لن يصافح تلك الأعين سوى مرة واحدة..
وتعلم الأعين ذلك..
إنه لقاء وفراق في آن واحد..
لقاء لن يتعدى الدقيقة..ثم يستمر ذلك النجم في رحلة تسبيحه لخالقه ..
منطلقا ..لايرده شيء..
وقد أدى أمانة اللقاء وتجشم غصة الوداع..
ينطلق..وقد عادت الأرواح لمخادعها..بعد صيحة (واو )..
أو لحظات دهشة توقفت فيها الأنفس..

ماعدا روح احداهن..
لبث فيها مليا..ورأت فيه شيئا يشبهها..
يشبه سرعة عبورها هذه الحياة..لوحدها..
اطلالتها العلوية ..شفافية وليس تكبرا..على بعض محطات هذه الحياة..

أصوات الصاخبين الخائضين تتكاثر حولها..
فيلمع بين عينيها وميض ذلك النجم القديم..
فتسرع لابعاد كرسي كانت تجلس عليه..لتغادر مقهى..مجلس..غرفة..
وتبحث عن عالم يعيد لها تلك الذكرى..
ذكرى أننا غرباء..
وأن هذه الشجرة..ليست لنا..بل لنستظل بها..قليلا
والارض ليست لنا..
والسماء ليست لنا..
..نحن نجوم..نمر في هذه الحياة..تستغرق رحلاتنا فيها مابين الستين والسبعين..
نمر على بعض البيوت..النوافذ..الأرواح..
نبتسم لطفل اضحكناه هنا..
نفرح لابتسامة والد او والدة رفعتنا عاليا..
ننهزم..لأجل جرح هنا..
نحزن لأجل حلم هناك..
ثم ماذا..؟

ثم يرحل النجم..وفي جعبته حكايات وأسرار..وبين يديه صحيفة ملأى..يرجوأن يرد بها على رب كريم..يتجاوز عنه..ثم يمنحه وسام الخلود الأبدي.

.