السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحساسية المفرطة
-أولى الأدواء بالمعالجة “ الحساسية المفرطة ” تلك التي تحمل أصحابها على بناء أهرام من التحليلات فوق أنقاض كل موقف عابر والحفر تحت كل عبارة شاردة !.
-من المحال أن يملك المرء القدرة على التأثير في مجتمعه الصغير أو الكبير دون أن يكون صبورًا حليمًا كثير التغافل متجاوزًا لكثيرٍ من حظوظه الذاتية .
-الحساسية المفرطة سببها الإغراق في تفسير المواقف التلقائية العادية ، فالتفكير العميق في الكلام السطحي يفسده كالتفكير السطحي في الكلام العميق .
-لا يكون مفرط الحساسية محبوبًا من الناس فضلاً عن أن يؤثر فيهم ، فالرجل الحساس مثقاب حريق .. والناس لا يحبون الجلوس قريبًا من الحرائق الوشيكة !
-مقامات الصبر والعفو حتى عن الأذى المتيقن هي مقامات عظيمة تنال بالاصطبار ولجم النفس وكثرة التأمل بتفاهة هذه الصغائر وتضييعها للأزمنة الشريفة !.
-مرتبة القدرة على الصبر والحلم والعفو تنال بالمجاهدة الدائمة ، جاء في الصحيح : « ومن يتصبَّر يصبره الله . وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله (5/2375)، رقم: (6105)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والصبر (2/729)، رقم: (1053).!.
-رأيت أقوامًا أفضت بهم الحساسية المفرطة إلى مجافاة الناس وكثرة الانعزال حتى عن الحد الأدنى من المناسبات ، وأكثر ما رأيته من الأسباب إما توهمات ! وإما مقامات من التوقير والتقدير يطالب الإنسان بها المجتمع من حوله ، فإذا فقَدَها أو شيئًا منها آثر العزلة والابتعاد .. الحياة ليست فندقًا !.
-ستجد في كل مجتمعٍ أيًا كان من لا يمنحك ما تريده من تعامل ، لا تستطيع تكييف الناس مع النفس وإنما تستطيع تكييف النفس - قدر الإمكان - مع الناس !.
-ومن أعجب الشرور التي رأيتها من آثار الحساسية المفرطة : هو تعمد المخالفة العلمية ..، وإذا فتَّشتَ وراء البواعث وجدتها ترزح في قيود الحساسية !.
-فبسبب فرط حساسيته ؛ ظن كل عبارة مبهمة تعنيه ، وكل ضمير مستتر عائدًا إليه ، وكل اسم إشارةٍ مصوبًا باتجاه عينيه ! فكان يقطع أوداج راحته بسيف الظنون !.
-أفضت ببعضهم المناكفات التي أوقدت فوق نيران الحساسية إلى التزام أقوال في غاية الشطط ، فأصبحت كلما رأيت حساسًا نصحته أن لا يلتزم قولاً مناكدة لأحد .
===========================
لــ/أ.سليمان العبودي.