قصة قمر (قصيدة تفعيلة)
أغيد الطباع
--------------------------------------------------------------------------------
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
إهداء إلى كل داعية إلى الله على بصيرة
لي صاحبٌ يهوَى السهَرْ
ويضيءُ في عتمِ اللياليْ
كالقمرْ
قد نامَ جُلُّ الناسِ
لكنْ صاحبيْ يأبَى ينامُ
فصاحبيْ مِثلُ
القمرْ
ويقولُ لي:
أأُخَيَّ
ما أحلَى المنامَ
إذا أتى بعدَ السهرْ
عاتبْتُهُ يوماً
وقُلتُ محذِّراً:
يا صاحبي...
ما نفعُ نورِكَ
والظلامُ قد انتشرْ
والليلُ أمسَى سيِّداً
والظلمُ يَفتكُ بالبشرْ
فأجابني
والشوقُ في عَينَيْهِ
ينطقُ بالخبرْ:
أأُخيَّ
لو شاءَ العظيمُ
لكان صُبحاً مُستمِرّْ
لكنّ ربَّ الكونِ
قد خلقَ الظلامَ
لكي يُضِيءَ به
القمرْ
ولكَي
يُعربدَ ظالمٌ
ولكي
يكافِئَ مَن صبرْ
أأخيَّ
لا تأسَى عليَّ
فإنَّني
ليَ مسكنٌ..
أسعى إليهِ
بلا خَوَرْ
ومَضى صديقي
يزرعُ الأنوارَ
في صَدرِ الظلامِ
ينبه الغافينَ
لا يخشى الخطرْ
وأَتى زمانٌ
زادتِ الأقمارُ فيهِ
وزادَ
مَن يهوى السهرْ
ومضيتُ
أبحثُ عنهُ
في كَبدِ السماءِ
فلمْ أجِدْهُ،
وفي عيونِ الناسِ
لكنْ
لا أثرْ
قالوا:
جنودُ الليلِ
أعياهُم... فأخفَوْهُ
وقِيلَ
قدِ انتحرْ
قالوا:
دعاةُ النومِ
أيقظَهم... فغطَّوهُ
وقالوا:
قد كفرْ
لكنَّ
مَن عرفوا الحقيقةَ خبّروا..
قالوا:
طوَتْهُ الشمسُ
في أعطافها
حبًّا... وذُخراً
للصّبَاحِ المنتظَرْ