السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله الذي سخر لنا هذا العلم الشرعي لدفع الفرح في نفوس والتبشير بالخير و النصح في الدين ...تفسير الأحلام علم وافر كالبحر الذي ليس له حدود .
و للتفسير رموز لها معاني تتحول إلى واقع البشر و أتطرق اليوم إلى معاني الرموز فهل هي ثابتة أم تتغير مع أحداث وأطوار الرؤيا ...؟
الجواب ..أنه تتغير و لا تبقى ثابتة و قد كان في ما مضى من تجارب كبار المفسرين مثل ابن سيرين رحمه الله ..و القصه التي حدثت معه حين دخل عليه رجل قال رايت اني أؤذن قال له سوف تحج باذن الله ...و بعدها دخل رجل آخر قال رايت اني أؤذن فقال له سوف تسرق وتسجن ...ولما سُئِل عن تفسيره للرجلين مع انهم راو رؤيا وحدة ...قال رايت في الأول الصلاح ...تذكرت قول الله تعلى ...وأذن بالحج يأتوك رجالا ...
وأما الثاني رايت في وجهه الطلاح ..تذكرت قوله تعالى ...فأذن مؤذن أيتها العير انكم لسارقون...
نستنتج هنا ان حال الرائي يلعب دور كبير في تغير معنى الرمز .
و قد حدث معي أيضا لما تشاركنا في تفسير رؤيا انا والاخت الدالياء.. و كان تفسيرها عن الإدارة و التغير ...وكان تفسيري عن اصلح أنابيب الصرف الصحي ...ووقع التفسيرن باذن الله ..و الرمز هو ...الثعبان ...هي استعملت معنى من معني الرمز وانا استعملت أسلوب التشبيه ...ونجح ذلك
و عرفت أنه لا يمكن التمسك باي معنى لرمز لانه هناك من تأتيه رؤيا مبشرة و من خلال رمز واحد يقلب المعنى و يصرفها للسوء و هذا من أكبر الأخطاء التي نبه عنها صلى الله عليه وسلم حيث أمرنا أن نفسر بالخير ... و من الأمثلة ..رمز الأسد . ...فسرته برب البيت ..ووقع باذن الله ...وفسرته بالشرطي ووقع باذن الله ...وفسرته بالخطاب الغريب الأطوار ...ووقع باذن الله ...و هناك أمثلة كثيرة ومتنوعة نكتفي بما ذكرناه ...والخلاصة تفسير الأحلام له عدة مسارات و رموزه تتحول كالزئبق مع مراعات معانيه طبعا... هذا والله أعلى وأعلم .
ونشكركم على هذا الطرح المبارك لنعبر فيه عن أسلوبنا في التفسير .
وبارك الله في الشيخ فهد و سدد خطاه .