أعتقد و الله أعلم أن الرموز كلها فيما يتعلق بالأحلام
عرفت تغيرات جديدة عن سابقاتها في التأويلات و
يرجع الأمر إلى ما تشهده الأزمنة إلى يومنا هاذا ثورة
ثقافية و علمية كبيرة و إنفتاحا تجاريا و تواصلا
إجتماعيا مع العالم و التطور التكنولوجي الهائل .
و مثال على ذلك ، رمز الحية التي أعتبرت قديما مؤشرا
غير جيد و لا يبشر بخير ، و رؤية الناس لها في أحلامهم
مقلقةو مفزعةلهم ، إذ تجد معبروا تلك الفترة يفسرونها
بعدو أو حسد أو سحر أو شر ، لكن هاته التأويلات لم
تبقى على حالتها لوحدها بل أضيف إليها تأويلاتمختلفة
و جديدة ، و الإبداع و التجديد و العقل الحر ثلاث سمات
تميز مفسروا أحلام هاذا العصر الحديث دون تعارضهم
للمصدرين الأبديين الكتاب الرباني و السنة النبوية ؛ لذا
هم عبروا الحية بأنها دواء و شفاء للمريض لأن سمها
يستعمل كعقار طبي لعدة أمراض ، و مردود دخل جيد
و نجاح و توفيق لأصحاب المهن الطبية كالطبيب و
الصيدلي لأن الحية رمز للصيدلة ، و لأن الحية قل
تواجدها في هاذا العصر و ندرة خروجها في فصل
الشتاء فلقد إعتبرها المعبرون فأل خير لمن عنده أرض
للحرث أو للبيع فهي خصب و خير يناله صاحبه من تلك
الأرض ، كما أيضا من رآى حيات في فصل الشتاء تسقط
من السماء فتدل على أمطار خير " و جعنا من الماء كل
شيء حيا" ، و أما من رآه الميؤوس من أمر أو ملكه فهي
بشرى بإحياء أمره الميؤوس منه من جديد ، و الحية لها
معنى الكتاب و العلم لا ننا لا يمكن أن نحيي من دونهما
و للأنهما قوة لنا " يا يحيى خذ الكتاب بقوة" " حياة يا
أولي الألباب " + ( الحية> حياة \ الحية : قوة) ، و ليس
هاذا فقط فقد تدل رؤية الحية إما على الأولاد و الزوجة
و المال و المنصب " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و
أولادكم عدوا لكم فإحذروهم " ،و إما بالحبل و اللسان
لتشابههما بها في الطول و الأذى ، و إما بالحاسوب و
الهاتف لأنهما من المال و المال عدو و هما إما منفعة أو
ضرر.
و الجانب الآخر من التأويل تعبر إما بالتردد أو الحيرة أو
الشك أو الظن أو الوسواس أو الخوف ، أي الأمر يتعلق
بشيء نفسي لا مادي و يرجع السبب لهاذا النوع من
التعبير إلى أن الحية شيطان و كل ما يقوم به الشيطان
أجزاء لا تتجزء منه ، أي تفسر الحية بالشيطان و أفعاله.