بسم الله
السؤال: هل من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح أن تخصص جلسات ولقاءات ومحاضرات ودروس لتعبير الرؤى؟
الجواب: ذكر في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل أصحابه "هل رأى أحد منكم رؤيا" فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، ثم يخبرهم بما رآه هو، كما في حديث سمرة الطويل عند البخاري، وفي الصحيحين أيضاً عن ابن عمر أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان، وهو دليل على أنهم يعرضون ما رأوه في جلسات عامة مشتملة على تعليمات وأحكام ونصائح ودروس في تلك الجلسات، ولم نقل أنهم خصصوا مجالس للتعبير لا يشتغلون فيها إلا بالأحلام، ولكنهم يذكرون عرض الأحلام مع غيرها.
السؤال: هل يجوز لمعبر الرؤى أن يحلف على تفسيره؟
الجواب: لا يجوز له ذلك، ولو كان متحققاً؛ فإن الرؤيا إنما تفسر بالظن أو بالتقريب، وقد تكون من أضغاث الأحلام ومن أحاديث النفس، ومما يهتم به الإنسان في اليقظة، وقد تكون من تلاعب الشيطان، وقد يجزم كثير من المعبرين بصحة ما يعبر له، ولكن ذلك لا يستدعي أن يحلف على تعبيره، بل يقول: إن صدقت رؤياك فسيكون كذا وكذا، و يمكن أن يحدث لك كذا وكذا.
السؤال: هل يشرع للشخص أن يعلن للناس أنه يستطيع أن يعبر الرؤى؟
الجواب: يجوز ذلك، ولكن يفضل أن لا يشهر نفسه، لأن التعبير قد يكون من الظنيات، وإذا قدر أنه متخصص بذلك فإنه يشتهر عند الناس ويقصدونه للتعبير فلا حاجة إلى إعلانه للناس، سواءً في الإذاعة أو في الصحف.
السؤال: هل يجوز لمن يعبر الرؤى أن يجعل رقم هاتفه خاصاً بحيث من اتصل عليه يكون عليه قيمة اتصال أكثر ليستفيد المعبر من بعض المبلغ؟
الجواب: يجوز له ذلك، إذا كان ينشغل بذلك شغلاً كثيراً، مع أن الأولى ألا يشهر نفسه وأن يحتسب بتعبيره، مع العلم أن تكلفة الاتصالات على السائلين، ولا يكون على المعبر شيء من التكلفة.
السؤال: هل يجوز لمعبر الرؤى أن يحدد تاريخاً لحصول الرؤيا؟
الجواب: إذا كان التعبير ظنياً فلا ينبغي له أن يجزم بتاريخ وقوع الرؤيا، لكن إذا غلب على ظنه وقوعها بعد يوم أو بعد شهر فله أن يخبر بذلك ويقول إنه على وجه التقريب
السؤال: بعض من يعبر الرؤى إذا عرضت عليه رؤيا قال تفسيرها أن فلاناً المتوفى في الجنة أو في الفردوس، هل يصح ذلك؟
الجواب: لا يجوز الجزم لأحد بالجنة أو بالنار، فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يجزمون لأحد بذلك، ولا يشهدون إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المشهود لهم بالجنة، وغيرهم من الصحابة، وكذا لا يشهد لأحد بالنار ولو دلت الأحلام والقرائن على أنه من أهل النار إلا من تحقق أنه مات كافراً.
السؤال: هل يشرع للمعبر أن يعلن عن رقم هاتفه وساعات جلوسه لتعبير الرؤى؟
الجواب: يجوز له ذلك، إذا كان عارفاً بتعبير الأحلام، حيث أن كثيراً من الناس يحتاجون إلى معرفة المعبرين ويتصلون كثيراً بالمشايخ والعلماء ولا يجدونهم على الهواتف، فإذا عرفوا أن فلاناً يعبر الرؤيا ويصيب في ذلك طلبوا منه أن يخصص وقتاً لاتصال الناس به، وأن يحدد الرقم الذي يتصلون عليه، وإن امتنع من ذلك فلا يجبر على ما يشق عليه. والله أعلى وأعلم.
رحم الله موتانا وموتى المسلمين