وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الله يعينك ويصبّرك.. واحنا كذلك نرجو الله العون والتصبير..
الأمثلة كثيرة.. أنتي أصلاً لو شفتي كم عدد الاستجابات لدعواتك كان انذهلتي...
لكن غالباً إحنا كبشر.. جحودين ونسّايين لفضل خالقنا علينا..
الكل طبعاً.. ما أقصدك أنتِ بالتحديد... بل ربما أقصد نفسي أكثر من أي شخص آخر..
لأننا دايماً نركز عاللي ينقصنا وننعمي كثير عن اللي عندنا.. واللي احنا فيه..
للحظات ممكن تحسي إنه كلام تصبير وكلام إنشائي .. وفعلاً أحياناً في قمة الأزمات والألم ما عاد نشوف.. أو ما عاد نحس بقيمة أي شيء ..
لكن بمجرد ما نشوف لمحة.. أو نتذكر شيء لـه علاقة باللي طلبنا.. أو بارقة أمل في تحقق ما نطلب..
إلا ونعود شاكرين لله وحامدين..
خليك على الأمل والثقة بالله مهما تشوفين ومهما يمر بك ..
ومن تجربة شخصية.. حاولي تتذكرين وش هي صيغ الدعاء اللي دعيتي بها من قبل واستجيب لك بها ..
مثلاً اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا شريك لك ، الأحد الصمد.. أو أي صيغة أخرى..
إذا فيه أي صيغة دعيتي بها من قبل ونجحت معك.. اعتمديها.. وبإذن الله ربك يستجيب..
والصدقة ولو بالقليل.. على الأقل بحفظ النعمة.. أو إبعاد الأذى عن الطريق.. أو أي عمل آخر...
انوي فيه وقولي يا رب تقبل مني .. ويا رب أسألك أن تيسّر لي ما طلبتك..
ودايماً اقري سورة الفاتحة بعد كل دعاء .. أو بعد كل صلاة.. أو بعد كل صدقة.. أو أي عمل صالح..
وخلي لك أدعية يومية (أوراد) خارج أدعية الصباح والمساء والأدعية الواجبة.. عشان تقوين صلتك بربك من خلالها..
وفيه لحظات... قاهرة وخانقة.. إذا صارت معك على طول ادعي فيها الله بشكل مستمر..
الله يقول {أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}..
فعند ضعفك أو انهيارك ادعي .. على الأقل قولي: يا الله يا الله ..
فهو يسمعك ويعرف حاجتك حتى بدون دعاء .. فقط ناديه باسمه وسيسمعك..
الاستجابات أكثر وأكبر مما نتصور.. أحياناً الدعاء قاعد يستجاب بس إحنا ما نشوف.. ولذلك نستعجل..
وترى من تجربة أقول لك هالكلام.. مش تسكيت لك أو تصبير ..
خليك في أحلَك الظروف مع ربك ومارح تشوفين منه إلا كل خير..
ولا تعتبرينها مأساة إذا انهرتي وفقدتي الأمل كلية.. كلنا وصلنا لحدود ما يعلم بها إلا ربي من اليأس والخذلان..
لكن هذا شيء طبيعي.. بعده الإنسان يرجع يرمّم نفسه بنفسه.. أو يلقى لـه حل ينسيه كل هم كان فيه..
فخليك قوية دائماً.. وكل القوة بالاتصال الدائم بالخالق.. ومناجاته.. ودعائه..
واخباره بأننا قابلون ومتقبلون لأمره.. ولكننا نطلبه العون والنصر..
وكمان حاولي تصرفي انتباهك للنعم اللي أنتي فيها.. أي شيء : صحة.. مال.. جمال.. ذكاء.. خبرات..
أو حتى ثقتك بربك وحبك لـه.. هذي لحالها أعظم نعمة..
اشكري ربك عليها دايما.. وقولي يا ربي أشكرك عليها.. وارجوك أن تزيد لي وتحقق لي ما أرجوه منك..
ودايماً ادعي الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا.. لأنها من الأسباب اللي تقرّب الاستجابة..
مثل يا رزّاق ارزقني.. يا ذا العزة والجبروت أنصفني وخذ لي حقي..
يا جبار القلوب اجبر قلبي وصبّرني ..
يا ناصر المظلومين ويا مغيث المكروبين أغثني ....... وهكذا...
كل ما تطلبين طلب حاولي تربطينه بأسماء الله وصفاته.. عشان تكون دعوتك أقرب للإجابة..
وتحري الأوقات الفضيلة للاستجابة.. خاصة بين الأذان والإقامة... حتى في وقت العذر الشرعي.. لا تنقطعين عن الذكر والدعاء ..
الدعاء هو أساس الدين.. سواءً في صلاة أو في عمل أو وانتي قائمة أو قاعدة.. على وضوء أو على غير وضوء..
وطبعاً فيه طلبات و دعوات.. تاخذ لها وقت.. وفيه أخرى مع الوقت لو تحققت ندمنا عليها..
فالله يعطينا بعضاً من الوقت عشان نغيّرها وندعوه بغيرها...
ويمكن لاحظتي مع العمر.. إن فيه أشياء كنتي تدعين بها وتحققت وندمتي عليها.. او تحققت بس ما كانت مثل ما تبين..
فاختيار الله هو الأفضل دائماً.. لكن أنتي تأملي وين خيرته فيه ؟؟
وأيضاً بتلقين أشياء دعيتي الله بها وما تحققت.. وتحققت لك أشياء ثانية قريبة منها.. وقلتي الحمد لله إن الله ما استجاب هذيك الدعوة !!
صح وإلا ؟؟ حاولي تتذكرين وأكيد بتتذكرين بعض الأمور ..
الله يكتب لنا ولك الخير والخيرة في كل أمورنا.. ويحقق لنا ويستجيب لنا دعائنا على خير ما نرجوه منه.. إنه جوادٌ كريم .