كل شيء موجود له معنى في الوجود , و ليس ما تراه عيناك تعدها زينة قد صنعها الخالق الله سبحانه
ليجمل بها الكون بل وجوده حكمة تقتضي منك فهمها باجتهادك في البحث عنها و التي تستلزم التامل و
التفكر ثم بعدها استخراج المعاني و الحكم .
فلقد امتلات الارض بالحكم و المعاني بوجود الاشياء بل بمجرد تصويب العينين تجاه شيء واحد فقط
على هاذه الارض والتامل فيه ناتي منها بنتيجة لا تعد و لا تحصى من المعاني الخفية و اسرار الحياة ,
فللاسف الكثير و الكثير من الناس ينظرون الى الاشياء بنظرة سطحية لا تعمقية , و هاذا لا يؤتي بثمرته
الحقيقية التي تحصل من وراء النظرة التاملية .
اذ اننا بقيامنا بهاذا الامر اي النظرة التعمقية نفهم انفسنا و ندرك خفاياها ثم توصلنا في الاخير الى
معرفة الخالق الذي هو سر وجودنا ووجود من غير جنسنا ; و لكي نفهم كيف نحصل على هاته
التيجة ناخذ بذلك مثلا من الطبيعة و هي الزهرة ; الزهرة تشاركنا في اشياء كثيرة , فهي تستمد
قوتها و غذائها من التربة و نحن بالمثل ناكل طعامنا مما توفره لنا التربة , و تحصل على الطاقة و
النشاط من الماء المنزل من السماء و نحن ايضا نحيا بماء المطر , و تستمد من الشمس الاكسجين
التي تستنشقه و نحن كذلك , و كذلك فالزهرة طيبة زكية و نحن بفطرتنا و لدنا طيبين زكيين طاهرين,
ومن هنا فتشاركنا مع النبات او الزهرة في هاته القواسم تدل على ان الخالق واحد لا شريك له .