عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 2017-06-10, 5:34 AM
ياسمينة الربيع
عضو فعال بالمنتدى
رقم العضوية : 198471
تاريخ التسجيل : 4 - 11 - 2016
عدد المشاركات : 493

غير متواجد
 
افتراضي
وكيل*: فاعل من وَكَلَ
الوَكِيلُ*: الحافظُ ،الوَكِيلُ*: الكفيلُ ،الوَكِيلُ*: الذي يسعى في عملِ غيره ، وينوب عنه فيه،الْوَكِيلُ*الشَّرْعِيُّ : مَنْ يُفَوَّضُ إِلَيْهِ أَمْرُ شَخْصٍ قَاصِرٍ.

توكل الله سبحانه وتعالى لعباده أن يتولّى أمور عباده كلّها، وتفويضه في جميع ما يحتاجون من الوقاية والغياث والحفظ والرعاية، وهذا يستلزم كمال الله سبحانه وتعالى وتنزيهه من أي نقص، لأن الوكالة تقتضي كمال علمه وإحاطته بمخلوقاته، وكمال قدرته على التدبير، وكمال الحكمة في ذلك، فهو على كل شيء وكيل، ويكون توكيل العبد ربه تسليماً لربوبيته وقياماً بعبوديته.

االتوكل على الله سبحانه وتعالى هي توكل التام، والذي يجمع علم الوكيل بما هو وكيل عليه، وإحاطته بتفاصيله، وقدرته التامة عليه ليتمكن من التصرف فيه، وحفظ ما هو وكيل عليه، مع حكمته ومعرفته بوجوه التصرفات، ليصرفها ويدبرها على ما هو الأليق .

أما وكالة العباد لبعضهم فهي نابعةٌ من صفات النقص التي فيهم، سواءٌ في العلم والقدرة والإحاطة والحكمة، فضلاً عن الحاجة إلى الآخرين، فكانت وكالتهم ناقصة ونسبيّة، ومهما توكّل العبد في حاجة غيره من الفقراء والمساكين وغيرهم، إلا أنه يظلّ محكوماً بنقصه وضعفه.

قال الإمام*العسكري*في كتابه الفروق اللغوية: "الوكيل في صفات الله بمعنى المتولي القائم بتدبير خلقه؛ لأنه مالك لهم رحيم بهم؛ وفي صفات غيره إنما يُعقد بالتوكيل".

{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}*، ومستفاداً من وصف الله تعالى بأنه وكيل الخلق، في باقي الآيات، *{ وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا}*، وقوله تعالى:*{ خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل}، وقوله:*{ إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل}(هود:12)، وغيرها من الآيات الكريمة.

وجاء في صحيح*البخاري*عن ابن عباس*رضي الله عنهما أنه قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا:*{إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل}*(آل عمران:173)".



التوكل على الله يعني استسلام العبد لخالقه والتفويض له في كلّ الأمور؛ إدراكاً منه بأن جميع الأمور من خير وشرّ ونفع وضرّ إنما هي بقضائه وقدره، يقول الإمام*ابن العربي: " إذا علمت أن وكيلك غني وفي قادر ملي فأعرض عن دنياك واقبل على عبادة من يتولاك".
وعلينا حسن الظنّ بالله تعالى، ومرجع ذلك هو تصوّر عظم شأن من أوكلت إليه الأمور سبحانه وتعالى، فهو المتّصف بتمام القوّة والقدرة وتمام العلم والحكمة، لن يُقدّر لعبده إلا ما هو لصالحه في معاشه ومعاده.
ومثال ذلك قصة الغلام في قصة أصحاب الأخدود توكل على توكل تام وكان سبب في هداية قومه بعد موته