يتوه البوح!
مها عبدالرحمن سالم
--------------------------------------------------------------------------------
هل أحكي كلَّ ما اشتاقَه ُالحرف..؟
هل أنثر حُبيباتِ الألقِ حكايا يستلذّ لها الفؤادُ ويَطرب..؟
فما أنتِ منّي إلاّ غمامةٌ تعالتْ على مدرجتي وظلَّلتْ أُفقي،
نافحتِ القيظَ حتى لا يحرق أجنحةَ تحليقي.. وطالما كُنت في فضاءِكِ كالمسافرَ..
أرهقتْني فِجاجُ خاطِرِكِ .. وأتعبني الغوص في أعماقِكِ.. وفكّ ما استغلق عليّ من أسرارِكِ!
نعم ..يستعجِمُ النطق إذا رمتُ لكِ وصفًا ..فكيف بالثناءِ!!..
ويتوهُ البوحُ ولا ينعتِق مِن أعماقي إلا أن أزْفِرَ قلبي معه!
أمّـاه...
مِن دونِكِ أطوي العمرَ في زِحامٍ مع نفسي، لا تسعِفُني أفاويهُ شقّت طريقها إلى ورقةٍ ناصعةٍ.. أنصعُ من بياضِها جبينكِ..
فلتصمت لغةُ الشعرِ وليحْكِ الجمالُ عن قلبِكِ الغضِّ..
أخطأت –أماهُ- كثيراً في حقِّك ..وأخطأتُ أكثر في 4 فهمِكِ..
فيا لها من لحظاتٍ حين كنت أطرقُ محاولاً سبر غورِ طيبتكِ.. ومازِلت..
حاولت الارتقاء كثيرًا لأصبَّ في جيلٍ أنتِ منه .. وكم شهِدت محاولاتِكِ هي الأخرى كي ننسكِبَ أنا وأنتِ كقطرتينِ في منهلٍ واحدٍ.. هو بحرُكِ
كم تعثّر فؤادي.. وتعفّرَ فؤادكِ واكتوى منّي..
كم ترجمتكِ بفكري القاصر، وكم حزِنت لترجماتي!
وكم حار مني الدمع على مشارفِ انفعالاتي.. وكم دفنت مرارتها..
وأعترف كم أذقتكِ -سفهاً وطيشاً- الكثيرَ مما يخجل البوح منه.
أُمَّـه..
اليوم هأنذا..
مشتت العزماتِ بين شكري وأسفي، بين حبي وإطراقتي وتقصيري وبوحي..
كلُّها تكالبت عليَّ.. وليس إلاّ قلبُكِ، فهلاّ صفحَ وبالغَ في غمري..؟