عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 92  ]
قديم 2017-03-24, 3:40 PM
رجاءء
اشتراك ماسي لمدة شهرين حتى18/ 6/ 2017
رقم العضوية : 198396
تاريخ التسجيل : 23 - 10 - 2016
عدد المشاركات : 117

غير متواجد
 
افتراضي
تكريم الأمّ: واجب ومسؤوليَّة

ومن حرص الإسلام على إشاعة كلّ المعاني الّتي تمثّلها الأمّ، فإنّه لم يجعل تكريم الأمّ اختياريّاً ولا موسميّاً أو محدّداً بيوم، كما هو عيد الأمّ، بل اعتبر هذا التّكريم واجباً ومسؤوليّة، هو حقّ للأمّ لا بدّ من أن يؤدّيه الأبناء ما دام لديهم رمق من حياة...

وهذا ما أشار إليه رسول الله(ص) عندما قال: «حقّ الوالد أن تطيعه ما عاش، وأمّا حقّ الوالدة، فهيهات هيهات!»... أمّا لماذا؟ فيفصّله لنا الإمام زين العابدين(ع) في رسالة الحقوق: «وأمّا حقّ أمّك، فأن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنّها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرةً بذلك، فرحةً موبلة، محتملةً لما فيه مكروهها، وألمها، وثقلها، وغمّها، حتّى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيَتْ أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتضحى وتنعمك ببؤسها، وتلذّذك بالنّوم بأرقها...».

ويحكى عن رجلٍ كان يطوف وهو يحمل أمّه العاجزة، فرأى النبيّ(ص) فسأله: هل أدّيت حقّها، فأجابه النبيّ(ص): «لا، ولا بزفرة واحدة»، أي بوجعة واحدة من أوجاعها الّتي تغشاها حين الوضع.

ولضمان بلوغ التّكريم غايته، تدخّل الإسلام ونهى عن أيّ سلوكيّات تسيء إلى هذا الجوّ العاطفيّ والرّحمويّ:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}(الإسراء: ٢٣-٢٤).

آيات رائعة، وهي إن دلّت على شيء، فإنما تدلّ على ضرورة أن يكون ميزان سلوكك وردود أفعالك دقيقة للغاية، والحذر كلّ الحذر، من أن تشوبها أيّ شائبة ولو صغيرة، حتى كلمة "أفّ"، لو كان هناك تعبير أهون منه، لحذّر الإسلام منه ونهى عنه، كما قال الإمام الصّادق(ع).

هذا هو الدّين كما يجب أن نفهمه؛ أن نعيش الحساسيّة المفرطة تجاه أيّ خشونة أو أيّ قسوة في تعابيرنا وفي سلوكنا مع من نعيش في الدّائرة القريبة، ثمّ مع كلّ النّاس من حولنا.
اذا فالإسلام دين الرحمة وديننا الحنيف قد كرم الأم قبل أن يكرمها عيد الأم لذلك فأنا لا أرى بأنه هناك من مانع يجعلنا لا نحتفل بعيد الأم ولكن الأم تستحق عيدا في كل يوم وليس يوما لعيد.