تصرف مريم و شيخة صحيح من جهة و خاطئ من جهة ثانية
_صحيح كونهما قبلا هدايا ابناءهما و لم يكسرا خاطرهم
و خاطئ كونهما لم يبينا الحكم الشرعي لهذه المناسبات في حين أن في ذلك الوقت أُتيحت لهم الفرصة ليحدثا ابنائمها في الموضوع
فإن قلوب الاطفال ضعيفة سهلة الكسر سريعة الى الحزن بمقدار سرعتها الى الفرحة
و مثلما ان الطفل تسعده قطعة من الحلوى فإنه كذلك تحزنه و تؤثر فيه كلمة ،فإن هذا موجود في الكبار فضلا على الصغار ، و اذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وصف النساء بالقوارير فان الاطفال اشد حساسيةو يدخلون في صفة الرقة و سهولة الكسر مدخل النساء اللاتي وصفهن رسول الله و على هذا فانه ليس من الجيد كسر عاطفة طفل تجاه امه فان ذلك يحزنه جدا و لا يستبعد ان يدخله في حالة نفسية سيئة يصعب علاجها ، الطفل الذي هو مازال في قدر العاطفة و لم يرتقي ليستعمل عقله ،ليس له ذنب اذا أخذ وردة لأمه بل في الشريعة الاسلامية لا تكليف عليه حتى يبلغ ،و إنما إذا وجد ذنب فإنه على كاهل المجتمع المسلم الذي انساق من دينه الى جحر الضب ،قال رسول الله " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه".
فإن الاطفال تحت التلقين و فعالهم ليست ذنوبهم و انما بضاعة المجتمع ردت الى أبائهم ، و عدم قبول وردة من طفل في عيد الام ذنب و إجرام في حقه مرتين :
الاولى كونه كان ضحية لعادات دخيلة لم يعالجها الكبار المعالجة الصحيحة
الثانية تحميله لمسؤولية هذه العادات عمليا عبر رفض عرض الطفل حينما وضع بين يدي أمه هدية،
عدم قبول الهدية يجعل الطفل بين المطرقة و السندان و يضعه في متاهة من التساؤلات المحيرة ،يجعله ذلك يفقد الثقة في المجتمع الذي أخذ منه العادة و في نفس الوقت يفقد الثقة في أمه التي باغتته بعدم قبول هديته !إذا كانت أمه الحنون لا تقبل هديته و لا تقبل مشاعره فلمن سيصرف هذه المشاعر !! ربما سيغير هذه المشاعر الجميلة الى نظرة حاقدة تجاه المجتمع الذي أوقعه في ذلك الموقف أو أنه سيمنح مشاعره لمن يعتقدون تلك العادات و يتهم أمه بالتطرّف و التشدد و الجفاء!!
و لهذا فإن قبول عرض الطفل هي المرحلة الأولى للإصلاح و تعليمه الموقف الشرعي في هذه القضية و هي فرصة ثمينة لبسط الموضوع في محله ،
كأن تقول له : قبلت هديتك ليس من أجل ما يسمونه بعيد الأم و إنما من أجلك أنت و إن ديننا جاء بعيدين و جعل كل أيام الأمهات أعيادا و إنما هذا العيد للعاقين الذين يحتفلون بأمهاتهم مرة في كل سنة و نحن المسلمين بارين بأمهاتنا في كل أيام السنة فليس للعيد معنى عندنا .... يعني و كلام من هذا القبيل
هذه هي الجزئية التي أخطأتا فيها شيخة و ريم إذ أنه كان عليهما البيان بعد أن حصلتا على الهدية حتى لا تتكرر المسالة و حتى يتعلم الاطفال تعاليم دينهم في الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة .