عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-06-23, 9:43 PM
الغميصاء
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 34809
تاريخ التسجيل : 10 - 8 - 2007
عدد المشاركات : 777

غير متواجد
 
Question حدود العلاقات بين الشباب والفتيات
بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







العنوان حدود العلاقة بين الشباب والفتيات المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي. التصنيف التاريخ 18/8/1424هـ
السؤال ما هي طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الشاب والفتاة؟ هذا السؤال يسأله كثير من طلاب الجامعات. أجيبونا مأجورين.




الجواب بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحلَّ لنا الحلال ورغَّبنا فيه، وحرَّم علينا الحرام وحذَّرنا منه،والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير نبينا محمد الصادق الأمين، ما ترك خيراً إلا ودل الأمة عليه، وما ترك شراً إلا وحذّر الأمة منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إلى الأخ السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع الإسلام اليوم، ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع.
أخي الكريم: لقد قرأت رسالتك مرات عدة، وسرني جداً هذا السؤال؛ لأن هذا السؤال من الأهمية بمكان؛ حيث إنه معلوم للجميع أن الوسط الجامعي وسط مختلط فيه التبرج والسفور، وانحلال في الأخلاق، ومناظر مقززة تهيج النفوس، وتعمل على فوران الشهوة وتأججها،وزيادة لهيبها المستعر، وذلك بواسطة أولئك الفاتنات السافرات المتبرجات، واللائي تجردن من الحياء والحشمة والعفاف قبل أن يتجردن من ثيابهن، وقد اتخذهن الشيطان جنوداً له،ليغويهن ويغوي بهن، وكم رأينا وسمعنا عن أمور يندى لها الجبين، ويحترق من أجلها كل مسلم غيور على دينه، فكان لزاماً وضع ضوابط شرعية. تحكم هذه العلاقة بين الجنسين في تلك المجتمعات المختلطة، فمستعينا بالله أقول:
(1) يجب على كل من الشاب والفتاة غض البصر عن كل ما حرَّم الله، فلا يحل للشاب أن ينظر إلى الفتاة وهي في أتم زينتها وكأنها عروس تزف إلى زوجها، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة، وذلك امتثالاً لأمر الله جل وعلا: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.." [النور: 30-31].
عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:"كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج و يكذبه" متفق عليه البخاري(6612،6243)، ومسلم(2657)، وهذا لفظ مسلم.
(2) عدم الخلوة بين الشاب والفتاة؛ لأن هذا شيء محرم يجر الويلات على أصحابه في الدنيا والآخرة. عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم" متفق عليه البخاري(1862، 5223،3061،3006)، ومسلم(1341)، وفي رواية عند الترمذي قال – صلى الله عليه وسلم-: "ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما" أخرجه الترمذي (2165) من حديث عمر – رضي الله عنه – وقال حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني فما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما؟.
(3) لا يجوز مصافحة الشاب للفتاة، لقوله – صلى الله عليه وسلم-: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس يد امرأة أجنبية لا تحل له" أخرجه الطبراني والبيهقي في حديث معقل بن يسار – رضي الله عنه - ، وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "والله ما مسَّت يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يد امرأة لا تحل له" متفق عليه البخاري (2713)، ومسلم (1866).
فإذا كان هذا هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو من هو في الطهر والعفاف، وسلامة القلب، ومع ذلك لم يصافح النساء أبداً، فمن باب أولى نحن، ولقد كان لنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة.
(4) إذا حدث كلام بين الشاب والفتاة للضرورة القصوى يكون هذا الكلام بغير خلوة، ولا خضوع بالقول، ويكون من وراء حجاب، لقوله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" [الأحزاب: 53]، فهذه الآية تخاطب أشرف وأجل وأعظم جيل عرفته البشرية في تاريخها الطويل، إنها تخاطب صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في كيفية تخاطبهم وتعاملهم مع نساء النبي الطاهرات وغيرهن من الصحابيات الفضليات – رضوان الله عليهن جميعاً-، فإذا كان هذا في حق هؤلاء فيكون في حقنا أولى وأوجب وأوكد، وخصوصاً في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن الظاهرة والباطنة، نسأل الله السلامة والعافية.
(5) لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون هناك علاقة حب -على حسب زعمهم- بين الفتاة والشاب، ولكن إذا حدث بينهما حب فعلى الشاب أن يتقدَّم لخطبة الفتاة من أهلها ويعقد عليها، حتى لا يقعا في الحرام.
هذا ما تيسَّر لنا جمعه في هذه العجالة القصيرة،والله أعلم بالصواب وهو حسبي ونعم الوكيل. والله من وراء القصد.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


من موقع الإسلام اليوم


توقيع الغميصاء